المغرب - الولايات المتحدة / علاقات دبلوماسية متميزة تمتد لربع الفية

المغرب - الولايات المتحدة / علاقات دبلوماسية متميزة تمتد لربع الفية
محمد صالح اكليم 01 أكتوبر 2025

تحل يوم 20 دجنبر القادم ذكرى مرور 248 سنة على اعتراف المغرب بالولايات المتحدة، والتوقيع على معاهدة السلام والصداقة بين البلدين، وهي فترة زمنية طويلة توطدت فيها العلاقة بين البلدين وعمقت أواصر العلاقات الدبلوماسية بينهما، رغم بعض الفترات التي عرفت فيها هذه العلاقة فتورا وتوترا سرعان ما يتم تجاوزهما بالحوار والتفاهم بين قادتها، وهي سارية المفعول الى اليوم في جو يسوده التفاهم والتوافق في المواقف مما جعلها منها نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الأمم والشعوب.
في افق تخليد هذه الذكرى، جددت واشنطن تأكيدها على متانة شراكتها التاريخية مع المملكة، خاصة مع وصول الرئيس دونالد ترامب الى الحكم، حيث أكد البيت الأبيض على استمرارية هذه العلاقة الاستراتيجية المتميزة، متجاوزًا أي تغيير سياسي، مبديا التزامًا بالحفاظ على التعاون الدبلوماسي والاقتصادي وتعميقه، مما يجعل هذه العلاقة من أقدم وأكثر العلاقات استقرارًا في الدبلوماسية الأمريكية.
في ظل تطور هذه العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ابانت واشنطن عن استعدادها الكامل للمساهمة بشكل مباشر في حل قضية الصحراء، حيث يتابع الرئيس ترامب شخصيًا العملية، بانتظام ودقة، معتمدًا على وزن الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، وذلك بهدف معلن يتجسد في المساعدة على إخراج شمال إفريقيا من منطقة الاضطرابات وتعزيز استقرارها الدائم مدعوما بتنمية اقتصادية قوية. ولا ادل على ذلك من موقف الديبلوماسية الامريكية الواضح في مجلس الامن فيما يتعلق بموضوع الصحراء المغربية.
يتجسد التعاون والتفاهم المغربي الأمريكي في مجال الاستثمار خاصة في القطاعات الواعدة والتي من شانها فتح آفاق جديدة عبر القارة، انطلاقًا من المملكة المغربية، في إطار واعد، آمن وبيئة جيوستراتيجية خالية من تداعيات النزاعات الطويلة الأمد. ولا تنفك الدبلوماسية الأمريكية في كل مناسبة، التأكيد على ان هذه الخارطة هي الأساس والمرجع، معلنة عزمها على دعم المغرب في مسيرته نحو الاستقرار والازدهار، على أساس علاقات رابح-رابح.
هذا، وقد كان السلطان محمد الثالث بن عبد الله ومعاصره توماس جفرسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قد وقعا على صك معاهدة الصداقة المغربية الأمريكية سنة 1786. وهي المعاهدة التي جاءت بعد اعلان السلطان المذكور يوم 20 دجنبر سنة 1777 بالترخيص لجميع السفن التي تبحر تحت العلم الأمريكي بالدخول بحرية الى الموانئ المغربية، مما وضع الولايات المتحدة على قدم المساواة مع جميع الدول الأخرى التي أبرم معها سلطان المغرب معاهدات صداقة، ليصبح المغرب بذلك من أوائل الدول التي اعترفت علناً باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية ككيان مستقل ودولة ذات سيادة.
للإشارة فان السيد توماس جيفرسون الموقع على معاهدة الصداقة المغربية الامريكية، هو ثالث رئيس للولايات المتحدة الأمريكية وقد تولى تدبير سياسة البيت الأبيض من عام 1801 إلى 1809. ويعتبر أحد الآباء المؤسسين للدولة الامريكية والمبادر بإعلان قيامها ككيان مستقل، وقد اشتهر بالدفاع عن مبادئ الجمهورية وحقوق الإنسان

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا