دواعي خروج جيل Z للتظاهر

دواعي خروج جيل Z للتظاهر
بقلم / دكتورة فاطمة امراح 29 سبتمبر 2025

شهدت شوارع عدد من المدن المغربية مظاهرات قادها شباب يمثل أغلبهم جيل منتصف التسعينات وبداية العقد الثاني من الألفية، أطلق عليه إعلاميا جيل " Z "، جيل يعكس دينامية جديدة لفئة نشأت في عصر الرقمنة واستخدم وسائل التواصل الرقمي أولا كوسيلة للدعوة للاحتجاج وثانيا للتعبير عن مطالبهم في الصحة والتعليم ومحاربة الفساد.
وقراءة تحليلية لمظاهرات جيل" Z " تبين على أن هناك انتقال نوعي للاحتجاج، أولا، من حيث الفئة المحتجة والذين أغلبهم كما سبق الذكر من شباب غير مهتم بالسياسة، وليس لهم أي توجهات لا سياسية ولا نقابية، ولا يحركهم سوى هدف إيصال صوتهم للمسؤولين من حكومة ومنتخبين برلمانيين، بأنهم متواجدون وغير راضون على الأوضاع الحالية التي يشهدها تحديدا قطاع التعليم والصحة والقضاء وغيرهم.
ثانيا، مظاهرة جيل" Z" رددت في خطابها بكونها سلمية، مطالبة بحق مشروع يكفله الدستور وهو حق التعبير في عدم الرضى ورفضهم للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وبحقهم في عيش كريم يحفظ كرامة المواطن.
ثالثا، ردد المتظاهرون تشبتهم باستقرار البلاد ودعوتهم لأعلى سلطة في البلاد 'عاهل المملكة لإيجاد حل لأزمة طال انتظار حلها منذ تولي حكومة أخنوش وهي على بعد سنة من انتهاء ولايتها. وهنا نسترجع تساؤل الملك في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية متسائلا: "هل سيطلب مني المواطنون التدخل لو قامت الإدارة بواجبها"؟ . كما شدد في خطابه بمناسبة عيد العرش لسنة 2025 على أن 'لا مكان اليوم ولا غدا لمغرب يسير بسرعتين". وهي إشارة من عاهل المملكة على ضرورة تحقيق عدالة مجالية اجتماعية، وبضرورة إيقاف الاختلالات التي تعيش على إثرها أغلب القطاعات وفي مقدمتها الصحة والتعليم.
رابعا، شهدت احتجاجات جيل "Z "تدخل أمني واسع وتوقيفات في صفوف المحتجين الذين أكدوا سلمية تحركاتهم.  بينما أكدت السلطات شرعيتها في الاقدام على ذلك لأنها مظاهرات غير مرخص لها، وهذا الأمر يثير جدلاً واسعًا حول الحق في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير.  
خامسا، هذه المظاهرات جاءت بعد عدد من المظاهرات التي شهدتها عدد من مناطق المغرب خاصة هذه السنة والتي سجلت موجات مسيرات احتجاجات متزايدة في عدد من القرى النائية مطالبة بأدنى حقوق العيش (مثال المسيرة الاحتجاجية لدوار أيت عبي إقليم أزيلال من أجل توفير الماء وطرق لفك العزلة عن دواريهم، وبناء المدارس والمستوصفات، واحتجاجات سكان مناطق الحوز المتضررة من الزلزال بسبب بطء في إعمار المناطق المتضررة).  
يبدو على أن جيل " Z" المطالب بحقوق مشروعة وعادلة في التعليم والصحة قبل بناء الملاعب، هو نفسه كان من أكبر المشجعين على احتضان المغرب لكأس العالم، غير أن طول انتظار المواطن بتحسن الأوضاع، بل أن تراجع أوضاع الصحة والتعليم وصعوبة الولوج إلى أبسط هذه الحقوق الأساسية بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة المعيشة وتأثر الأسر المغربية، وانعكاس ذلك على قدرتها في تدريس أبناءها وهو ما سيزيد من  تعميق فجوة الهدر المدرسي والجامعي، كان سببا مباشرا في مختلف أشكال الاحتجاجات سواء في المناطق والقرى النائية أو في المدن الكبرى. وهو ما يطرح أمامنا سؤالا جوهريا، حول كيف يمكن تقليص الفجوة بين السرعتين التي تمشي بها المملكة، مغرب الفائق السرعة بمشاريع كبرى، ومغرب يمشي على خطى تقليدية بطيئة؟
وخلاصة القول:" إن تدبير شؤون المواطنين، وخدمة مصالحهم، مسؤولية وطنية، وأمانة جسيمة، لا تقبل التهاون ولا التأخير" مقتطف من خطاب الملك محمد السادس



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا