مشاركة شيرين عبدالوهاب تثير فضيحة كبرى

شهدت سهرة اختتام مهرجان موازين 2025 ، التي أحيتها شيرين عبدالوهاب ، جدلاً واسعاً تجاوز حدود الأداء الفني ليشمل قضايا تنظيمية وأخلاقية جلية. حيث أثارت هذه الواقعة سلسلة من التساؤلات الجوهرية حول مدى احترافية الفنانة ومسؤولية الجهة المنظمة في إدارة حدث بهذا الحجم والوزن الثقافي.
رغم الحضور الجماهيري الهائل الذي فاق 200 ألف شخص ، إلا أن كثيرين من حاملي التذاكر لم يتمكنوا من دخول السهرة ، ما أدى إلى احتجاجات غاضبة ضد إدارة المهرجان بسبب سوء التنظيم والازدحام الشديد. هذا الواقع المأساوي يعكس خللاً فادحاً في التخطيط الأمني والتنظيمي ، وهو ما يتحمل المهرجان مسؤوليته كاملةً ، إذ لا يمكن لمهرجان بهذا الحجم أن يتهاون في توفير بيئة آمنة ومريحة لجمهوره.
في خطوة أثارت استياءً واسعاً ، تم الاعتماد على "البلاي باك" بدلاً من الغناء المباشر في حفل ختامي ضخم ، وهو ما يعدّ مساً صريحاً بمصداقية الفنانة واستخفافاً بجمهور دفع المال وتكبد عناء الحضور ليحظى بتجربة فنية حقيقية نابضة بالحياة. هذا القرار خيانة لثقة الجمهور، الذي انسحب بعضه احتجاجًا ، قبل أن تعود الفنانة لاحقاً لتغني بصوتها الحقيقي . كما تعرضت إطلالتها ومظهرها لانتقادات ، مما أضاف مزيداً من التعقيد إلى المشهد العام.
أما شروط الفنانة، من طلب طائرة خاصة ورفض البث التلفزيوني المباشر، فهي تعكس نظرة مادية بحتة للعلاقة بين الفنان وجمهوره، متجاهلة البعد الثقافي والفني الذي يجب أن يعلو على كل اعتبار في مهرجان بحجم موازين. هذه الشروط التي بدت سبباً في تأخير الحفل وتوتر الحضور، تعكس وضع الاعتبارات الشخصية فوق المصلحة العامة، وهو أمر لا يتناسب مع رسالة المهرجانات الكبرى التي ينبغي أن تكون فضاءات للتواصل الثقافي والفني الرفيع.
لا يمكن إغفال الجانب التنظيمي المهزوز، إذ إن رضوخ إدارة المهرجان لمثل هذه الشروط التي أثرت سلباً على سير الحفل ورضا الجمهور، يطرح تساؤلات جادة حول قدرتها على إدارة الأزمات ووضع مصلحة المهرجان والجمهور في المقام الأول. فالازدحام الشديد وحالات الإغماء التي شهدها الحدث تؤكد وجود خلل عميق في التخطيط والتنفيذ، مما يستدعي مراجعة شاملة للآليات التنظيمية.
ما جرى في سهرة شيرين بموازين هو دعوة صريحة لإعادة النظر في معايير اختيار الفنانين، والشروط التعاقدية، وآليات التنظيم، بما يضمن احترام الجمهور وتقديم فن راقٍ واحترافي. فالمغرب، بتاريخه العريق وثقافته الغنية، يستحق مهرجانات تليق به، تكرّس قيم الاحترام المتبادل بين الفنان وجمهوره، وتبتعد عن المساومات الفنية والتنظيمية التي تضر بسمعة الحدث وتقلل من قيمته.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس