عرفت الجلسة الثانية للندوة العلمية المنظمة بمناسبة النسخة 16 لموسم طانطان، والتي أشرف على تسييرها الأستاذ الحسان منصوري، والمنعقدة بقاعة الندوات بطانطان، مداخلات قيمة حول الثقافة الحسانية ورهان المحافظة والصون.
وتحت عنوان "اليات وسبل تثمين الثقافة الحسانية"، ابدع الدكتور احمد البشير ضماني ابن مدينة كلميم ،والباحث في التاريخ والتراث،  في تحديد السبل الكفيلة بتثمين الثقافة الحسانية وحفظ ذاكرتها وصيانة تراثها اللامادي،  في ظل التحولات السوسيو- اقتصادية،  وحفاظا على روح التراث بمختلف اشكاله  باعتباره شاهد على تجربة الانسان ،وكمقوم داعم للتماسك الاجتماعي ورأسمال فاعل للتنمية المستدامة،  وفقا لما تنص عليه الاتفاقيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية  المعروفة اختصارا ب( يونسكو)، والتي انصبت كلها حول البعد التراثي الغير المادي للثقافة من اجل الإنقاذ والمحافظة على هذا التراث ، وإعادة الاعتبار اليه.
وجاء ت مداخلة الأستاذ الباحث بكلية علوم التربية جامعة محمد الخامس بالرباط فعراس عبد العزيز حول "المعجم الحساني الجغرافي أداة لحفظ الثقافة المجالية البيئية المبدعة لدى الانسان الصحراوي "، باعتباره ذو أهمية كبرى خاصة عندما يتعلق الامر بالمحافظة على تراث يتعدى الحمولة اللغوية الى الحمولة الثقافية التي تغدي الشعور بالهوية، وتثري المفاهيم الجغرافية البيئية المتوارثة،  سواء في نفس البلد او بالجوار، خاصة وان اللهجة الحسانية تحمل تراثا معرفيا قيما في عدة مجالات،  بحيث يحمل اللسان الحساني تصنيفا دقيقا لجميع المظاهر البيئية والتضاريسية الصحراوية،  نظرا للإدراك  المجالي الكبير عند الانسان الصحراوي الذي خبر بيئته وتدبيرها.
اما السيدة عيشة منت الحسن، ممثلة جامعة نواكشوط في المجلس التوجيهي للمرصد الوطني لحقوق المرأة والفتاة، فكانت مساهمتها حول ادبيات الشاي والوجبات الغذائية في لغن" نظرا للمكانة التي يحتلها في حياة ووجدان البيظان، والتي يعكسها كثرة الحديث عنه سواء من خلال جواز تناوله او حرمته، من خلال معرفة تاريخ قدوم الشاي الى هذه الربوع، أيضا الشكوى من نذرته والتعليق على المادة التي يصنع منها، التمتع بشرب الشاي مع الندماء- طريقة تحضيره. وفي الشق الثاني من مداخلة السيدة عيشة منت الحسن تطرقت الى ادبيات الوجبات الغذائية لمجتمع البيضان.