عن عمر ناهز 70 عاما، توفيت، أمس الجمعة 2 بونيو الجاري، في العاصمة الفرنسية باريس، الموسيقية الفنلندية، كايا سارياهو، التي تعد من أبرز المجددين في الموسيقى الكلاسيكية.
وبوفاة الملحّنة كايا طُويت صفحة حياة من الموسيقى المعاصرة بعد معاناة من نوع شرس من سرطان الدماغ، أصيبت به في عام 2021، الا انها أبقت حالتها المرضية سرا للتركيز على عملها.
وكان من بين أعمالها الموسيقية الأولى كونشيرتو الكمان المشهور، لكن انطلاقها على الساحة الفنية العالمية جاء مع أول أوبرا لها بعنوان "الحب عن بُعد" عام 2000.
وكانت دار الأوبرا الملكية، في العاصمة البريطانية لندن، قد قدمت لها في أبريل 2023 أحدث أوبرا لها بعنوان "البراءة" ، وتدور أحداثها في مدرسة دولية في هلسنكي، وتتناول حادثة إطلاق نار جماعي، وتُغنى بتسع لغات مختلفة.
وكانت سارياهو قد أكملت عملها الأخير، كونشيرتو البوق بعنوان "هاش"، في نهاية شهر مارس الماضي، وسيُعرض للمرة الأولى في هلسنكي، مسقط رأسها ومحل ميلادها في عام 1952.
وكانت الموسيقية الفنلندية الراحلة قد روت كيف لعبت الطبيعة دورا في إلهامها قائلة: "كنت طفلة منعزلة للغاية، وقضيت الصيف كله في قرية والدتي، وكانت تحيطها غابات كبيرة على ضفة بحيرة على نحو أحببت معه صوت (الطبيعة)". كما تحدثت عن إعجابها بصوت الرياح وخطوات الأقدام على الثلج أو صوت الأمواج، وتعلمت العزف على الكمان والبيانو والجيتار ثم العزف على الأرغن في الكنائس المحلية.
وقال بيتر سيلارز ، الذي أخرج لها العديد من الأعمال الأوبرالية، إن موسيقاها تتمتع بقوة حياة متجددة، و"لا توجد موسيقى أخرى في العالم مثلها لان كل أداءها مذهل في حد ذاته".
وكان استطلاع أجرته مجلة "بي بي سي ميوزيك" من قبل ملحنين بارزين في العالم قد أدرج سارياهو في المرتبة 17 على قائمة تضم أبرز 50 موسيقيا، من بينهم برامز وهايدن.
أصبحت أوبرا "الحب عن بعد" للموسيقية كايا سارياهو أول أوبرا نسائية تعرض في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك منذ عام 1903
درست ساريايو، في سبعينيات القرن الماضي، على يد قائد الفرقة الموسيقية إيسا-بيكا سالونين، والموسيقي ماغنوس لينبيرغ في أكاديمية سيبليوس في هلسنكي، واستفادوا جميعا من الشبكة الوطنية الفنلندية لمدارس الموسيقى، وأسسوا مجموعة فنلندية أطلقوا عليها "آذان صاغية" متخصصة في الموسيقى المعاصرة.
انتقلت إلى ألمانيا ثم إلى باريس، والتحقت في عام 1982 بدورة تدريبية في موسيقى الكمبيوتر في معهد "إيركام" الشهير.
وكانت سارياهو قد التقت في باريس جان-باتيست باريير، الذي تزوجته بعد ذلك وتعاونت معه في أعمالها. وعندما تفشت جائحة كوفيد في عام 2020، كانت تزور هلسنكي بينما كان باريير لا يزال في باريس.
عن وكالات الاخبار الدولية بتصرف