رحيل الفنانة خديجة اسد مخلفة وراءها سجلا زاخرا بالأعمال المسرحية والتلفزيونية

رحيل الفنانة خديجة اسد مخلفة وراءها سجلا زاخرا بالأعمال المسرحية والتلفزيونية
محمد صالح اكليم 26 يناير 2023

عن عمر ناهز 70 عاما، غادرتنا الى دار اللقاء الفنانة المغربية خديجة أسد، مسلمة الروح الى باريها، مساء أمس الأربعاء 25 يناير الجاري، بعد معاناة مريرة مع مرض السرطان، مخلفة وراءها كما هائلا من الأعمال شهيرة تنوعت بين المسلسلات وتقديم البرامج والأفلام السينمائية والعروض المسرحية والتلفزيونية، ابدعتها على مدى أكثر من نصف قرن من مسيرتها الفنية المميزة.
شكلت الفنانة الراحلة، المزدادة بمدينة الدار البيضاء سنة 1952، تنائيا فنيا ظل راسخا في ذهن المشاهد المغربي، مع شريك حياتها الفنان عزيز سعد الله، الذي رحل بدوره في 13 أكتوبر 2020، 
وذلك منذ كانا طالبان بالمعهد البلدي للمسرح والفنون الدرامية بالدار البيضاء والذي كان يديره المرحوم احمد الصعري، حيث لعبا معا في عدد من المسرحيات، منها «الدروج" (1969) رفقة صلاح الدين بنموسى و"ديوان سيدي عبد الرحمان المجدوب" (1969) للطيب الصديقي و"مونسيرا" (1970 للكاتب الفرنسي إيمانويل روبلز، "النور والديجور" و"المولى إدريس"...، كما اشتغلا الفنانان الراحلان مع فرقة مسرح الجيب وشاركا معها  في المسرحيتين الهزليتين  "الناعورة" 1976و"عريس بزز منو" (1979)  إلى جانب أحمد الصعري ومحمد الحريشي ، بوشعيب الطالعي وأحمد الرداني وآخرين...
في شهر مارس سنة  1980 أسس  الثنائي عزيز سعد الله و زوجته خديجة أسد فرقة "مسرح الثمانين" وقدما تحت لواءها عددا من  المسرحيات الناجحة لاقت اقبالا جماهيريا كبيرا، منها "سعدك يا مسعود"  تأليف سعد الله وإخراج حميد الزوغي،  وشارك في تشخيص أدوارها  كل من محمد مفتاح ، سعاد صابر،  ثريا جبران وعائد موهوب، " النخوة على لخوا" ، "فكاك الوحايل"، بمشاركة حمادي عمور وسعاد صابر وخديجة أسد وخاتمة العلوي وصلاح الدين بنموسى والراحل محمد بلقاس، " خلي بالك من مدام " سنة 1984، وهي من إخراج  عزيز وتأليف مشترك مع سعد الله عبد المجيد)، "برق ما تقشع"، "كوسطة يا وطن"، "صاروخ أمزميز"، "كاري حنكو".
كما شاركت خديجة اسد وزجها سعدالله عزيز  في ملحمتي "مسيرتنا" (1985) و"نحن" (1986). من إخراج الطيب الصديقي:
لم يقتصر نشاط الثنائي الفني عزيز سعد الله وخديجة أسد على المسرح وحده، بل انفتحا منذ سنة 1975 على التلفزيون المغربي، بقناته الوحيدة أولا ثم الثانية فيما بعد، بأعمال كوميدية لقيت استحسانا كبيرا لدى المشاهدين، وذلك من خلال سكيتشات فكاهية ومسرحيات هزلية مصورة وسلسلات كوميدية واجتماعية عديدة وسيتكومات،  ومسلسلات وبرامج...من أهمها "هي وهو" (1979) ، فيلم "إثنان ناقص واحد" (1979) لمصطفي الدرقاوي، مسلسل "الشرع عطانا ربعة" (1980) وبرنامج "ت ف 3" أو "تليفزيون 3" (1984)، من إعداد وإخراج حميد بن الشريف (1940- 1986)، و"كاريكاتير" و"صور ضاحكة"، من إخراج الراحل حسن المفتي)، وغيرها...
 كما شاركا بعد ذلك مع القناة الثانية في أحد أشهر سيتكوماتها "لالة فاطمة" لنبيل عيوش على امتداد ثلاثة مواسم من 2001 إلى 2003، هذا بالإضافة إلى كتابتهما لمجموعة من الأعمال التلفزيونية ومشاركتهما كممثلين في سكيتشات "مواقف" وسيتكومات أخرى من قبيل "دور بها يا الشيباني" (2013) لزكية الطاهري و"ماشي بحالهم" (2018) لإبراهيم الإدريسي الحسني وأحمد بوعروة، وفيلمي "الزواج الثاني" لعزيز سعد الله (سيناريو وحوار خديجة أسد) و"الطبيب" لعزيز الجاحضي، وسلسلة "بنت بلادي"، والسلسلة الكندية "قطع من الحياة" (2010- 2013) للمخرجين الكيبيكيين فرانسوا بيجان وجيلبير دوما...
تميزت الفترة المتراوحة بين 1975 و2014 بمسيرة فنية للثنائي اسد وسعد الله  ، اغنت  الروبورتوار التلفزيوني ب (18 فيلما،  6 سلسلات، 3 سيتكومات وتنشيط أكثر من 30 سهرة فكاهية). كما تميزت الفترة المتراوحة بين 1998 و2003 بإنجازهما لسلسلة المسابقات "إلى قلعتي شنو"، التي كانت تبثها القناة الثانية مباشرة بعد حلقات سيتكوم "لالة فاطمة"، وقد بلغ عدد حلقاتها 96  حلقة مدة كل منها 10 دقائق صورت بالمغرب وفرنسا وبلجيكا وهولاندا وألمانيا وإسبانيا ومصر والسينغال.
هذا، و هاجرت الفنانة الراحلة  خديجة اسد  وزوجها عزيز سعد الله إلى كندا سنة 2004 وأسسا هناك  شركة "أسد للإنتاج الفني" بمونريال ومن خلالها انفتاحا على المجتمع الكندي وثقافته عبر المشاركة في سلسلات وأفلام بالتلفزيون الكندي وتقديم سكيتشات وعروض فنية في مسارح مونريال.

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا