الإبداع يصور مأساة القضية الفلسطينية ويبعث الأمل في المستقبل

الإبداع يصور مأساة القضية الفلسطينية ويبعث الأمل في المستقبل
ذ - الوافي حسن  27 سبتمبر 2022

إستأثرت القضية الفلسطينية باهتمام كل المنابر الإعلامية والإخبارية الدولية، وأسالت الكثير من المداد تحليلا ونقدا وتغطية. غير أن المجال الفني الإبداعي كان له الحظ الوافر في المواكبة والتدوين الرمزي للقضية العادلة والإلتفاف حول كل زواياها الإنسانية والإجتماعية والنفسية.
لهذا لا غرو في أن نجد ان ريشة فنانين عرب وفلسطينيين، وكذا عالميين، قد انصهرت وذابت داخل عوالم الألوان، لكي ترسم لنا لوحات تشكيلة. كانت بمثابة عمل توثيقي، تثقيفي، تراثي، للقضية الفلسطينية. وهو في الآن ذاته إطار وظيفي يخدم نضال الشعب الفلسطيني. كيف لا؟ وهو أنبل رسالة فنية يُمَكِّنُها من الصبغة العالمية، والوصول إلى أبعد النقط والحدود، بل وتقريب معاناة الفلسطينيين لكثير من الناس في الخارج حيث يجهلون الكثير عن القضية الفلسطينية. 
لعل عُدَّة الفنانين أينما كان موطنهم واستقرارهم، لم يكن سوى فرشاة  وريشة وألوان وصباغات وإطارات ثوب. أبدعوا بواسطتها في تصوير وتمثيل القضية الفلسطينية، كل واحد منهم اتخذ تيمة ورمزا لتعبيره. فهناك من ركز على النكبة وجعلها مجال إشتغال وخصص لها لوحات ورموز، وكما إعتبرت المتخصصة في علوم الفن الدكتورة رشا ملحم أنه:
وهو ما أضفى على الحقبة والفن أنذاك مسحة من الحزن، لأن الذاكرة بقيت ممتلئة بصور الواقع المأساوي. لكن بعد ذلك:أي الستينات، أخذت رياح الثورة تتسلل إلى اللوحة حتى أصبحت أكثر قوة في طرح الموضوع وفي التكوين وفي استخدام اللون. لذا تعددت الإتجاهات الفنية وبتنا نستشعر التحولات في الطرح الفني عند الكثير من الفنانين الذين تحولوا في اهتماماتهم الفنية من البحث والتماهي في المواضيع والألوان التي أخذت تخضع لمتطلبات اللوحة ومزاج الفنان عبر مشاهد إنسانية وجودية تعكس مدى انغماس الفنان في مشاهد الحرب. هذه الأخير التي أغنت مخيلته التشكيلية. وحولت رسوماته إلى خطاب فني ثوري تمثله رموز:ك/
-العلم الفلسطيني
-ألوانه
-الكوفية
-الرشاش
-الحصان
ومهما تعددت التيارات والمدارس والتوجهات الفنية للمدارس التشكيلية الفلسطينية والعربية والدولية. فإن الإبداع قد كان إلى جانب البندقية والحجارة رمز المقاومة؛ نصرا حليفا للقضية وهو يطرحها ويبثها عبر الفضاء العام كما أكدت ذلك ملاك مطر وهي فنانة تشكيلة فلسطينية من غزة إذ سعت في تجربتها إلى نشر أعمالها ومحتواه في منصات التواصل الإجتماعي حتى يسمع العالم عن الظلم الواقع على السكان الفلسطينيين. وعن نبل رسالة الرسم كإبداع تواصل وتقول:(وجودنا في الفضاء العام هو بحد ذاته مقاومة)الإبداع كوسيلة فن لدى الرسام التشكيلي الفلسطيني حولته من إنسان عادي إلى فدائي من موقعه ووسيلته. يدافع، يدفع بها طروحاته يقاوم الزحف والغطرسة الإسرائيلية، يشوه وجه المستعمر، يبين حقيقته يبعث الأمل، يدافع/ يجهر بألوان لا يبقى ساكتا. وبما أن الفن التشكيلي لغة عالمية فرسالته أكثر نجاحا ووصولا إلى قلوب المشاهد أيا كانت هويته وجنسيته وانتماءه .

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا