فرط المنتخب المغربي للسيدات في لقب كأس إفريقيا للأمم بطريقة فجة، خلال المباراة النهائية التي جمعته بنظيره النيجيري، مساء السبت 26 يوليوز، على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، والذي ساهمت فيها عدة عوامل تتعلق بسوء تدبير المباراة من طرف المدرب الوطني، واستنزاف الطاقة البدنية للاعبات، وقسوة وظلم التحكيم، ليضيع بذلك فرصة ثمينة للتتويج باللقب لأول مرة في تاريخه، رغم عاملي الأرض والجمهور.
وأضاعت رفيقات العميدة غزلان الشباك فرصة التتويج باللقب لأول مرة في تاريخهن إثر الخسارة أمام منتخب نيجيريا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مباراة مثيرة آل فيها اللقب الى المنتخب الضيف الذي  عزز رقمه القياسي بالفوز بكأس النسخة 13 من كأس أمم أفريقيا لكرة القدم النسائية ويتوج باللقب القاري للمرة العاشرة في تاريخه
استهلت "لبؤات الأطلس" المباراة بأداء قوي، حيث سيطرن على مجريات الجولة الاولى وسجلن هدفين مبكرين في الدقيقتين  13 و24 تباعا عن طريق غزلان الشباك وسناء مسو، ورغم محاولات المنتخب النيجيري، استمر المنتخب المغربي في الضغط على مرمى نيجيريا محافظا على تقدمه في النتيجة الى حين اعلان الحكمة الناميبية أنتسينو توانيانيكوا عن نهاية الجولة الأولى  .
خلال مجريات الشوط الثاني من المباراة، وبريمونتدا  مثيرة، عاد منتخب نيجيريا  بقوة وسيطر سيطرة مطلقة، وتمكن من تقليص الفارق عن طريق  ضربة جزاء أعلنت عنها الحكمة في الدقيقة 61، بعد لمسة يد على نهيلة بنزينة، انبرت لها اللاعبة النيجيرية  إستر أوكورنكو  مسجلة الهدف الأول لمنتخب بلادها  الذي أضاف  هدف التعادل في الدقيقة 71  بواسطة اللاعبة جينيفر إيشيجيني،  بعد خطأ دفاعي من المنتخب المغربي، ما أعطى المنتخب النيجيري دفعة معنوية لمواصلة تفوقه .
المباراة لم تخل من إيثاره حيث  أعلنت  الحكمة دون تردد عن ركلة جزاء لفائدة المنتخب المغربي  بعد لمسة يد واضحة من المدافعة النيجيرية، لكن حكام الفار كان لهم راي مخالف دفع الحكمة على مراجعة قرارها ، ما اثر سلبا على نفسية اللاعبات المغربيات واحبط عزيمتهن، وافقدهن القدرة على الاستمرار في اللعب بنفس الطموح والإرادة والعزيمة، الشيء الذي مكن النيجيريات من التفوق، و اللعب بأريحية خلال  اللحظات الأخيرة من المباراة، ليتمكن  من تسجيل  هدفهن الثالث في الدقيقة 88 مستغلين  فراغا  وهفوة دفاعية ويحققن الانتصار، ويُتوّجن بلقب كأس إفريقيا للسيدات.
وعبر المدرب الإسباني خورخي فيلدا، المدير الفني لمنتخب سيدات المغرب، عن فخره الكبير بالأداء الذي قدمته لاعباته خلال بطولة كأس أمم إفريقيا للسيدات، رغم الخسارة المؤلمة في النهائي أمام نيجيريا.
وقال فيلدا عقب المباراة: "لقد خضنا النهائي للمرة الثانية على التوالي، ولعبنا أمام فريق يملك خبرة طويلة في البطولات القارية، ومع ذلك أظهرنا شخصية قوية وروحا عالية. اللاعبات سجلن هدفين في الشوط الأول، وكُنّ حاضرات ذهنيا وفنيا في أغلب فترات اللقاء". مؤكدا أن التحضير النفسي كان أساسيا في مسيرة المنتخب، مضيفا أن اللاعبات لم يلعبن بعقدة نقص أمام نيجيريا، بل واجهن الخصم بندية.
وأشار المدرب الاسباني للنخبة المغربية إلى أن البطولة كشفت عن أسماء شابة جديدة ستشكل نواة المستقبل: "قدمت هذه النسخة لنا وجوها شابة أبهرت الجميع، وهذه نقطة ضوء حقيقية. صحيح أننا خسرنا اللقب، لكننا ربحنا فريقا يملك مستقبلا مشرقا. ما زلنا في بداية الطريق، والمغرب يملك كل المقومات ليصعد إلى القمة قريبا".
هذا، ويعد منتخب نيجيريا للسيدات بقيادة مدربه المحلي، جاستن مزدوجو، اكثر المنتخبات تتويجا باللقب القاري، وحافظ على سجله المميز بدون خسارة خلال 10 نهائيات في تاريخه، ليضيف اللقب العاشر بعد أعوام 1998 و2000 و2002 و2004 و2006 و2010 و2014 و2016 و2018.