النسخة التاسعة من كأس العالم لكرة القدم سيدات قمة في التشويق والاثارة والمنتخب المغربي كان مفاجأة الدورة

تعد النسخة التاسعة من كأس العالم لكرة القدم سيدات التي تحتضنها استراليا بشراكة مع نيوزيلاندا مميزة بكل المقاييس، سواء بعدد ونوعية المنتخبات المشاركة، او بالنتائج المحصل عليها، او التقنيات المتطورة التي وفرها الاتحاد الدولي للعبة المعروف اختصارا بال "فيفا"، او بالإقبال الجماهيري الكبير، او التغطية الإعلامية التي تواكب المنافسات وتنقل اطوارها لكل بلدان العالم، مما اضفى على هذه النسخة المزيد من الاثارة وجعلها في قمة في التشويق.
فقبل عشرة أيام من المباراة النهائية الذي ستحتضنها مدينة سيدني يوم 20 غشت الجاري، دخل أول مونديال للسيدات يقام في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية التاريخ، إن كان من ناحية الحضور الجماهيري أو الإقصاء غير المتوقع لمنتخبات كبرى عديدة ظلت مهيمنة على الكرة بنون النسوة.
فلأوّل مرة في تاريخ النهائيات التي انطلقت عام 1991، سيكون المنتخب الأمريكي غائبًا عن الدور ربع النهائي، بعدما ذهب ضحية ركلات الترجيح أمام السويد في ثمن النهائي (0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي).
والآن وبعد خروج المنتخب الأمريكي الفائز بلقب النسختين الماضيتين والذي كان يبحث عن إنجاز أن يكون أول من يتوج بطلًا للمرة الثالثة تواليًا، فُتِحَ باب التنافس على مصراعيه وارتفعت إمكانية مشاهدة بطل جديد بعدما خرجت ألمانيا (بطلة 2003 و2007) من دور المجموعات والنرويج (بطلة 1995) من ثمن النهائي على يد اليابان.
وتبقى اليابان الوحيدة التي تدافع عن لواء الأبطال في هذه النهائيات وتبدو فنيًا مرشحة للفوز باللقب الثاني، بعد الذي أحرزته عام 2011 في ألمانيا على حساب الولايات المتحدة.
وبعد فترة من الفراغ شهدت خروجها من ثمن نهائي نسخة 2019 وربع نهائي أولمبياد 2020 على أرضها، يبدو أن اليابان بقيادة النجمة الجديدة لروما الإيطالي ساكي كوماغاي قد وجدت التوليفة التي تمكنها من استعادة بريقها، على صورة هيناتا ميازاوا التي تتصدر ترتيب هدافات البطولة بخمسة أهداف.
وكانت اليابان المنتخب الوحيد الذي يفوز بجميع مبارياته منذ انطلاق هذه النهائيات (من دون احتساب ركلات الترجيح)، ما جعل مهاجمة النرويج كارولاين غراهام هانسن تقول بعد الخسارة أمام الآسيويات 1-3 في ثمن النهائي.
وتلتقي اليابان في ربع النهائي الجمعة في أوكلاند مع السويد وصيفة أولمبياد طوكيو 2020.
وبعد هزيمتها المذلة في الجولة الأخيرة من دور المجموعات أمام اليابان 0-4 من دون أن يؤثر ذلك على تأهلها، كشرت إسبانيا عن أنيابها في ثمن النهائي واكتسحت جارتها الأوروبية سويسرا 5-1 كي تلتقي هولندا، مع إمكانية تجديد الموعد مع الآسيويات في نصف النهائي.
ورأى المدرب الفرنسي لمنتخب هايتي نيكولا ديليبين في تحليل لوكالة فرانس برس أن " اليابان مثل إسبانيا، هما منتخبان رائعان تستمتع بمشاهدتهما. الإسبانيات يتقدمن بهوية لعب حقيقية ومبادئ وشباب وعمق على صعيد البديلات فريد من نوعه في هذه البطولة".
وسيكون المنتخب الإسباني أمام مهمة صعبة في ربع النهائي إذ عليه تخطي نظيره الهولندي وصيف النسخة الأخيرة الذي وصل إلى ربع نهائي كأس أوروبا الأخيرة.
وفي الجزء الثاني من القرعة الذي تقام مباراتاه في بريزبين وسيدني، تعول أستراليا على عامل الجمهور وعودة نجمتها سام كير كي تحاول تخطي فرنسا ومواصلة الحلم.
وارتفع منسوب الثقة في صفوف الأستراليات بعد الفوز على الدنمارك 2-0 الإثنين، متجاوزًا بذلك مشواره المتعثر في دور المجموعات والذي شهد سقوطه في الجولة الثانية أمام نيجيريا (2-3).
لكن فريق المدرب السويدي توني غوستافسون ارتقى بمستواه في الجولة الأخيرة الحاسمة وسحق كندا، بطلة أولمبياد طوكيو 2020، برباعية نظيفة، ثم واصل صحوته في ثمن النهائي بفوزه على الدنمارك 2-0 في لقاء شهد عودة النجمة والقائدة كير بعد تعافيها من إصابة.
وشاركت كير قبل عشر دقائق من نهاية المباراة، وسط هتافات الجماهير احتفاءً بظهورها الأول في هذه البطولة. بالنسبة لكايتلين فورد، صاحبة الهدف الأول أمام الدنمارك، فـإذا لعبنا بهذه الطريقة نحن قادرات على تجاوز أي كان ».
ورغم تألق فورد ولاعبات مثل ماري فاولر، يبقى التركيز منصبًا على كير التي جاءت عودتها إلى المنتخب في الوقت المناسب تمامًا، لكن ابنة الـ 29 عامًا قد لا تبدأ أساسية السبت في بريزبين بما أنها عائدة للتو من غياب لثلاثة أسابيع.
ورأت فورد أن عودة كير "دفعة هائلة لنا "، مضيفة " بالنسبة للفرق (الأخرى) التي تنتظرنا، من المخيف جدًا أن تعرف أنها عادت إلى الفريق وستكون جزءًا منه بجانبنا ".
وبدا المدرب غوستافسون متأثرًا جدًا حين سُئل بعد المباراة عن دعم الجمهور، قائلًا: "أنا شخص يتأثر جدًا، أنا فعلًا كذلك. الدعم الذي نشعر به لا يمكن وصفه، شكرًا لكم ".
واعتبرت فورد التي اختيرت أفضل لاعبة في المباراة، أن الجمهور كان اللاعب الثاني عشر، وقالت إنها شعرت بتزايد دعم الفريق في جميع أنحاء أستراليا.
على الورق، يبدو أن هناك انعدام توازن في المواجهة المقررة في سيدني بين منتخب إنكليزي متوج بكأس أوروبا تحت إشراف الهولندية الخبيرة سارينا فيغمان التي بقيت الممثلة الوحيدة للمدربات في هذه النهائيات، ومنتخب كولومبي يبلغ ربع النهائي لأول مرة في ثالث مشاركة له.
لكن بوجود لاعبة ريال مدريد الإسباني الجديدة ليندا كايسيدو (18 عامًا) والمؤازرة الجماهيرية الكبيرة، يحمل المنتخب الكولومبي آمال أمريكا الجنوبية بأكملها مع طموح أن يكون ثاني منتخب من القارة يصل إلى النهائي بعد البرازيل عام 2007.
ثم لن ننسى المنتخب المغربي للسيدات الذي استطاع ان يبصم في اول مشاركة له على شهادة ميلاده ، حيث ترك صدى طيبا وامتدحه جل التقنيين والمهتمين بالشأن الكروي في العالم وتوقعوا ان يكون له في مستقبل الدورات حضورا مميزا واكثر قوة، سيما انها استطاع رغم عدم التجربة وفي غياب بطولة وطنية احترافية قارة فقد انتع ورقة التأهل الى دور الثمن من نهائي الكاس بحدارة واستحقاق، وهو شيء لم يتحقق للمنتهب الأمريكي المتوج بأربعة القاب من اصل تسعة ، والذي لم يسبق له ان غاب عن المربع الذهبي منذ انطلاقة منافسات كاس العالم للسيدات سنة 1991.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس