الجماهير المغربية تتطلع الى مشاركة مميزة للأسود في مونديال قطر 

الجماهير المغربية تتطلع الى مشاركة مميزة للأسود في مونديال قطر 
محمد صالح اكليم 07 نوفمبر 2022

على بعد أسبوعين من انطلاق منافسات نهائيات كاس العالم المبرمج اجراءها في قطر، وهي اول دولة عربية تحظى بشرف تنظيم هذا العرس العالمي الكبير ، يتداول الحديث في البيوت والمقاهي وكل المنتديات إضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي عن المشاركة السادسة للمنتخب الوطني المغربي، وعن مدى استعداد النخبة المغربية التي تضم كبار نجوم المستديرة الممارسين بأكبر الفرق الأوروبية لإعطاء صورة مشعة عن تطور اللعبة الأكثر شعبية في العالم ببلادنا، خاصة مع الاهتمام الكبير التي حظيت به على كل المستويات و الميزانيات الضخمة التي رصدت لها.
المشاركات الخمسة الماضية للأسود في كاس العالم عرفت تباينت في مستوياتها حسب الأجيال والظروف التي مرت فيها، وتبقى أفضلها دورة مكسيكو 1986 التي بلغ فيها المنتخب المغربي دور الثمن، وهو اول انجاز في هذا المستوى لفريق عربي وافريقي، حيث قارع فيها أصدقاء التيمومي وبودربالة والزاكي وخيري والظلمي والبياز وغيرهم منتخبات من حجم إنجلترا والبرتغال وبولندا وهي منتحبات قوية لها تاريخ مجيد في بطولات كاس العالم. فكيف كانت نتائج المشاركات الخمسة السابقة في كاس العالم؟
تأهل المنتخب الوطني المغربي لنهائيات كاس العالم لكرة القدم لأول في دورة مكسيكو سن 1970، وهي النسخة التاسعة من تاريخ المونديال. وواجه فيها ببطولة متناهية منتخب المانيا الغربية، واستطاع ان يتقدم في النتيجة خلال الشوط الأول بإصابة دون رد، مما ابهر العالم كله حينها.
حصد المنتخب في هده الدورة" مكسيكو 1970" على أول نقطة له في هذا الحدث العالمي، بعد خوضه ثلاثة لقاءات ضد منتخبات ألمانيا الغربية والبيرو وبلغاريا. وبعد هذه الدورة لم يتمكن المنتخب المغربي من بلوغ نهائيات كأس العالم في الدورات الموالية، وظل لمدة 16 سنة بعيدا عن المسابقة، حتى دورة 1986 التي كانت الأفضل في تاريخ مشاركاته، والتي احتضنتها المكسيك أيضا.
أبدع المنتخب الوطني المغربي في مونديال 1986 ونجح بجيل ذهبي قاده الجوهرة محمد التيمومي وخيري وعزيز بودربالة وكريمو، في محو خيبة المكسيك 1970. لكن ولسوء حظ “أسود الأطلس، في مشاركته الثانية في المونديال أن أوقعته القرعة في مجموعة صعبة للغاية ضمت منتخبات إنجلترا ، البرتغال وبولندا.
ودشن المنتخب المغربي مشواره في هذه النهائيات بتعادل في مباراته الأولى، وكان ذلك بمثابة المفاجأة، مع منتخب بحجم بولندا، وفي المباراة الثانية واصل تحقيق المفاجآت وتعادل مع منتخب إنجلترا أيضا، وفي المباراة الثالثة حقق أكبر مفاجآت كأس العالم.
ففي 11 يونيو 1986 دخل المنتخب الوطني مباراته أمام نظيره البرتغالي، الذي كان يلقب آنذاك بـ “برازيل أوروبا”، وقدم واحدة من أقوى مبارياته في التاريخ، وتمكن من تحقيق الفوز بثلاثة أهداف لواحد، وأقصى منتخب البرتغال من المسابقة.
وبعد المباراة الكبيرة التي قدمها المنتخب المغربي أمام نظيره البرتغالي، نجح في بلوغ الدور الثاني، وكان بذلك أول منتخب عربي وإفريقي يصل ذلك الدور، ومرة أخرى واجه أحد أقوى منتخبات العالم، منتخب ألمانيا الغربية.
ورغم أن الفريق الوطني لم ينجح في التفوق على منتخب ألمانيا الغربية، إلا أنه كان ندا قويا وانهزم بهدف وحيد، واعتبر ذلك إنجازا، خاصة أنه واجه المنتخب الذي تمكن من بلوغ المباراة النهائية، قبل أن يستسلم أمام منتخب الأرجنتين بحصة 3-2 . بيد أن مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات مونديال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994 كانت الأسوأ ، بعد خروجه من دور المجموعات إثر حصده ثلاث هزائم في مبارياته الثلاث، الأولى أمام بلجيكا (0-1)، والثانية أمام منتخب السعودية (1-2)، وفي الأخيرة أمام هولندا (1-2).
وفي مشاركته الرابعة استعاد المنتخب المغربي هيبته في مونديال فرنسا 1998، وقدم أداء راقيا في دور المجموعات، فبعد التعادل أمام منتخب النرويج بهدفين لمثلهما، (هدفا مصطفى حجي وعبد الجليل هدا)، وهزيمة منطقية أمام المنتخب البرازيلي بثلاثية نظيفة، تفوق “أسود الأطلس” على منتخب اسكتلندا بثلاثة أهداف دون مقابل، حملت توقيع عبد الجليل هدا (كماتشو) ، وصلاح الدين بصير في مناسبتين.
ورغم انهزام المنتخب المغربي أمام حامل اللقب، المنتخب البرازيلي، إلا أن الأمل في التأهل إلى الدور الموالي كان لا زال قائما في الجولة الأخيرة بعد تعادل منتخبي النرويج وإسكتلندا 1-1، ولكي يتحقق ذلك كان لابد من الفوز على المنتخب الإسكتلندي وانهزام أو تعادل منتخب النرويج أمام نظيره البرازيلي.
لكن السيناريو الصادم لهذه المواجهة التي جمعت بين منتخبي النرويج والبرازيل ضمن المجموعة ذاتها، والتي انتهت بهزيمة غير متوقعة لمنتخب "الصامبا"، عجل بخروج أسود الأطلس من دور المجموعات بشكل “مرير ومخيب” في مؤامرة وتواطؤ، لم يتم إثباتها بشكل رسمي، لكن أجمع الكل أنها مقصودة، ليحتل بذلك المنتخب المغربي المركز الثالث برصيد (4 نقاط) ليودع النهائيات من الدور الأول للمرة الثانية على التوالي.
وبعد غياب دام لمدة 20 سنة، نجح المنتخب المغربي مرة أخرى في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018، والتي أقيمت في روسيا، ووقع المنتخب المغربي أيضا في مجموعة اعتبرت هي الأقوى في دورة تلك السنة وضمت منتخبات إسبانيا والبرتغال وإيران. وقدمت العناصر الوطنية مباراة أولى جيدة للغاية، لكنها تعثرت في الأنفاس الأخيرة إثر هدف ضد المرمى سجله عزيز بولهرود ضد مرماه، وفي المباراة الثانية قدم الفريق المغربي أداء رائعا ضد متخب البرتغال لكنه انهزم بهدف واحد، وفي المباراة الأخيرة تعادل في لقاء مثير مع منتخب إسبانيا.
هذا، وتأهل أسود الأطلس إلى نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخهم، عقب تغلبه في لقاء إياب الجولة الحاسمة من الإقصائيات المؤهلة لمونديال قطر 2022 على منتخب الكونغو الديمقراطية بأربعة أهداف لواحد بالدار البيضاء.
بعد ام كان قد خاض ثماني مباريات، خلال مشوار الإقصائيات الإفريقية ، حيث لعب ستة لقاءات ضمن منافسات المجموعة التاسعة، والتي ضمت منتخبات غينيا بيساو وغينيا والسودان ومبارتين برسم الدور الحاسم ذهابا و ايابا ضد منتخب الكونغو الديموقراطية ،  حيث نجح في تحقيق الفوز في مبارياته الست ضمن دور المجموعات، محققا بالتالي العلامة الكاملة وسجل هجومه 20 هدفا وتلقى هدفا واحدا فقط من المنتخب الغيني، ليتصدر مجموعته برصيد 18 نقطة، بفارق 
الى ذلك، تتطلع الجماهير المغربية العاشقة للساحرة المستديرة ان يحقق المنتخب المغربي أفضل النتائج خلال مشاركته في نهائيات كاس العالم بقطر نظرا لتوفره على ترسانة بشرية لها صيت كبير ومكانة مميزة في أكبر البطولات الاوروبية

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا