نعت قبيلة ايت اوسى، أحد كبار اعيانها، المقدم العسكري المتقاعد بابية الخرشي، الذي لبى نداء ربه الذي لا مرد له، عن عمر ناهز 82 عاما، فجر أمس 3 الثلاثاء يناير الجاري، بالمستشفى العسكري "الثالث" مولاي الحسن بكلميم، بعد معاناة طويلة مع المرض. 
انخرط الفقيد الراحل، المزداد سنة 1940 بإقليم اسا، في صفوف جيش التحرير وهو يافع في السادسة عشر من العمر، وشارك في عدة عمليات هجومية ضد الاستعمار الفرنسي، من بينها معركة أم العشار الأولى والثانية سنة 1958ـ ومعارك امطي، مركالة وتاركنت سنة 1957، ثم تويزكي الرمث سنة 1958.
وفي مطلع شهر يوليوز 1959 التحق بصفوف القوات المسلحة الملكية، وتنقل عبر عدد من الفيالق والافواج بعد خضوعه لتكوين العسكري بمركز الحاجب، حيث عين لمدة سنتين بالقاعدة الجوية بالربط، التحق بعدها بالفوج 12 للمشاة بطرفاية، ثم نقل الى الفوج الثاني للمدفعية بوزان سنة 1963، ومعه انتقل الى منطقة "جوج فاقو" على الحدود الشرقية مع الجارة الجزائر.
 وفي سنة 1966التحق بمجموعة الهجانة " meharistes" التي اشتغل بصفوفها بمدينة آقا الى حدود سنة 1975 تاريخ انطلاقة المسيرة الخضراء، ليشارك رفقة مجموعته في عدة معارك منها معركة "الشعاب" بضواحي الحكومية تحت قيادة المقدم احمد الوالي حينها، وبعدها "مركة زويزل" ومعركة "الشبابين" بمنطقة حوزة سنة 1976، كما خاض معارك "كشاف خزينو" و"روس علاوان" بضواحي الحكومية، وفي سنة 1977 انتقل الى اللواء العاشر للمشاة المحمول المكون حينها حديثا بطرفاية.
 كان الراحل من اوائل الملتحقين  بالمجموعة 34 للمخزن المتنقل "سرية المسيرة  الخضراء سابقا" بسيدي يفني التي اسست تحت قيادة النقيب عمر غاندي، والتي كانت ضمن مجموعة "احد" المشكلة سنة 1979 والتي قامت رفقة مجموعتي "الزلاقة "و"الارك" بكسر الطوق الذي ضربته مليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية على قرية "الزاك" سنة 1980، ومنها انطلقت عملية بناء الحزام الأمني الرابط بين منطقة البعاج الى حدود توكات النخلة  بضواحي مدينة السمارة العاصمة الروحية للأقاليم الصحراوية، مرورا ب"توزكي"، "كويرة العورة "، "المحبس"، "الجديرية "، "العزل"  و"أم الرجيم"، والتي خاض خلالها رجال القوات المسلحة الملكية الاشاوس معارك بطولية امن نجاحها المنطقة المواجهة لتندوف حيث قيادة الانفصاليين بمنطقة الرابوني بالجنوب الشرقي للجزائر.
وتكريما واعترافا بشجاعة الفقيد الراحل، ووطنيته الصادقة، فقد وشح صدره بعدة اوسمة من مختلف الدرجات، منها النجم الحربي، ووسام الاستحقاق الوطني، فضلا عن تشريفه باستقبال ملكي من طرف القائد الأعلى رئيس اركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الذي أسبغ عليه رضاه المولوي بتوشيحه بشكل مباشر بوسام العرش من درجة ضابط ـ انظر الصورة اسفله ـ، وذلك خلال الزيارة الملكية الميمونة لمدينة العيون سنة 2015، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.
وبرحيل المقدم بابية الخرشي فقد المغرب واحدا من رجال الصحراء المغربية المخلصين للثوابت الوطنية، ورمزا كبيرا من أعيان قبيلة ايت اوسى المجاهدة. رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان وجميل العزاء.