جبن حليب الحمير... الأغلى في العالم

جبن حليب الحمير... الأغلى في العالم
محمد صالح اكليم 03 أبريل 2021

في الوقت الذي يسابق فيه العلماء والباحثون الزمن من أجل التوصل إلى لقاح فعال للوقاية من الإصابة بكورونا، يبحث آخرين عن طرق لتقوية المناعة لعدم الإصابة بالفيروس الذي أصاب العشرات حول العالم.
وفي هذا الإطار فقد انتشرت مزاعم وسط السكان في ألبانيا حول دور حليب الحمير في الحماية من الإصابة بفيروس كورونا، ما تسبب في زيادة الإقبال عليه بشكل كبير . ووفقا لمصادر اعلامية فإن حليب الحمير يلقى  إقبالا كبيرا بالرغم من سعره المرتفع والذي يصل إلى 50 يورو للتر الواحد في بلد بالكاد يبلغ متوسط الأجر الشهري فيه 400 يورو.
ويقول المواطن الألباني إلتون كيكيا، الذي ترك قبل سنتين عمله في الصحافة ليتفرغ للعمل في المزرعة العائلية الصغيرة في بلدة بابر إن “الطلب على حليب الأتان، وهي أنثى الحمار، شهد ارتفاعا شديدا، خصوصا خلال الأشهر الأخيرة في ظل ازدياد الإصابات” التي تخطت 45 ألفا في ألبانيا.
ويقتصر إنتاج حليب الحمير في ألبانيا على مزرعتين فقط فيهما بضع عشرات من الحمير، وتضم ألبانيا نحو 50 ألف حمار، بحسب تقديرات صحفية وبسبب التصحر في الريف والتمدد الحضري وتحديث الأنماط الزراعية، تتراجع أعداد الحمير بشدة في البلد منذ سنوات، وفق معهد الإحصاءات.
كثيرون  منا ينظرون إلى الحمار بالازدراء وحتى التقليل من شأنه، لكن ما يغيب عنهم هو أن الجبن المستخرج من حليب هذا الحيوان هو الأغلى في العالم، لأن سعره يصل إلى مئات الدولارات للكيلوغرام الواحد.
وبحسب موقع "إنسايدر"، فإن سعر الكيلوغرام الواحد من جبن الحمير يقارب 600 دولار، والسبب في ذلك هو أن مزرعة واحدة فقط في العالم تقوم بإنتاجه.
وتبعا لذلك، فإن جبن الحمير يتفوق على الكثير من الأجبان الفاخرة التي يقبل عليها الناس في المطاعم، ويجري إنتاجها من حليب البقر أو الماعز.
ويحتاج المنتجون إلى ما يزيد على 24 لترا من حليب الحمير حتى ينتجوا الكيلوغرام الواحد من الجبن، أي ما يزيد على ضعف الحليب الذي يحتاجه منتجو جبن "الموزاريلا" الذي يعتمد على حليب الجاموس.
ويتم إنتاج جبن الحليب في مزرعة وحيدة فقط على مستوى العالم، وهي موجودة داخل محمية طبيعية في صربيا.
وهذه المنطقة الصربية "زاسافيكا" هي واحدة من بين ثلاث مناطق في العالم تحرص على حماية نوع مهدد بالانقراض من الحمير.
وتعتمد تركيبة هذا الجبن المعروف باسم "بولي"، في 60 في المئة منها على حليب الحمير، فيما الأربعون في المئة المتبقية من حليب الماعز.
ويحتاج منتجو هذا الجبن الفاخر إلى الانتظار لعدة أشهر حتى يحصلوا على كمية محدودة من حليب الحمير.
ولا يتجاوز عدد الحمير المنتجة للحليب في هذه المزرعة 20 من أنثى الحمار (الأتان)، ويجري حلبها بعناية فائقة، ثلاث مرات في اليوم.
ويوضح القائمون على هذا المشروع أن حلب أنثى الحمار يختلف تماما عن حلب البقرة، إذ لا يمكن استخدام الآلة في حالة الأتان.
وفي حال استخدام آلة الحلب، تقوم أنثى الحمار بإمساك الحليب داخلها، فيتعذر استخراجه، ولذلك، يتوجب اللجوء إلى الحلب اليدوي.



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا