التقرير السنوي للأمم المتحدة يقر بمسؤولية البوليساريو عن تفجيرات السمارة ويحرج النظام الجزائري

فجر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تقريره السنوي حول الوضع في الصحراء المغربية، قنبلة سياسية من العيار الثقيل، عندما أشار بوضوح إلى مسؤولية جبهة البوليساريو عن التفجيرات الإرهابية التي هزت مدينة السمارة في 29 أكتوبر 2023. هذه التفجيرات، التي أودت بحياة مدني بريء وأصابت ثلاثة آخرين، لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل كانت صرخة مدوية في وجه النظام الجزائري الذي يدعم هذه الجبهة.
أظهرت التحقيقات التي أجرتها بعثة المينورسو أن الصواريخ التي استخدمت في الهجوم كانت من عيار 122 ملم، وهي شديدة الانفجار. تم إطلاق أربعة صواريخ، مما أدى إلى مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وقد أكدت البعثة أن جبهة البوليساريو هي المسؤولة عن هذا الهجوم، رغم أن الجبهة لم تؤكد أو تنفي مسؤوليتها بشكل قاطع.
أثار هذا الهجوم ردود فعل قوية من قبل المجتمع الدولي. فقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ من تصاعد الأعمال العدائية في المنطقة، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات. من جهتها، أكدت القوات المسلحة الملكية المغربية أن هذا الهجوم يمثل تصعيدًا خطيرًا من قبل البوليساريو، ويعكس نواياها العدائية المستمرة.
لا يمكن النظر إلى هذا الهجوم بمعزل عن الدعم الذي تقدمه الجزائر لجبهة البوليساريو. فالنظام الجزائري يجد نفسه الآن في موقف محرج للغاية، حيث يتعرض لضغوط دولية متزايدة لوقف دعمه للجبهة والانخراط في جهود حقيقية لحل النزاع. هذا الهجوم يعيد إلى الأذهان التساؤلات حول دور الجزائر في تأجيج الصراع واستمرار معاناة سكان المنطقة.
مع تصاعد الأعمال العدائية لجبهة البوليساريو، تتزايد الدعوات لتصنيفها كتنظيم إرهابي. هذا التصنيف قد يكون له تداعيات كبيرة، ليس فقط على الجبهة نفسها، بل أيضًا على الجزائر التي تدعمها. إذا تم تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي، فإن الجزائر قد تواجه اتهامات بدعم الإرهاب، مما سيؤدي إلى ضغوط دولية وعقوبات محتملة.
في حال تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي، يمكن اتخاذ عدة إجراءات، منها فرض عقوبات دولية تشمل تجميد الأصول المالية وحظر السفر على قادة الجبهة. يمكن للمغرب المتضرر من أعمال البوليساريو تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية لمكافحة الإرهاب. وقد تواجه الجزائر ضغوطًا دولية لوقف دعمها للجبهة، مما قد يؤدي إلى تغييرات في سياساتها الخارجية.
تفجيرات السمارة هي جزء من سلسلة من الأحداث التي تعكس تعقيدات الصراع في الصحراء المغربية. ومع استمرار التوترات، يبقى طي ملف الصحراء المغربية عبر مقترح الحكم الذاتي كحل سلمي ودائم يضمن الاستقرار والازدهار للمنطقة بأسرها. إن تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي قد يكون الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف، مما سيضع حدًا للأعمال العدائية ويجبر الجزائر على إعادة النظر في سياساتها الداعمة للجبهة.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس