ماذا ينتظر العالم ليعلن مرتزقة البوليساريو تنظيما إرهابيا؟

ماذا ينتظر العالم ليعلن مرتزقة البوليساريو تنظيما إرهابيا؟
بقلم: محمد أعزوز  10 يوليو 2023

رغم كل المستجدات التي عرفها ملف قضية الصحراء المغربية، إلا أن الأطراف الأخرى تصر على ضلالها القديم وتستمر في العيش على الماضي، زمن الحرب الباردة، رغم سقطاتها المتتالية في الساحات الدولية وخسائرها الديبلوماسية، وفشل أطروحة الانفصال، معرقلة بذلك مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد واقعي وبناء، لإنهاء النزاع القائم منذ ما يناهز نصف قرن من الزمن.
ويبقى مرتزقة البوليساريو كغيرها من الجماعات الإرهابية، تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة ووسيلة بيد النظام العسكري الجزائري، يطمح من ورائها لإعاقة التقدم والتنمية والنجاحات التي حققها المغرب خاصة في عمقه الإفريقي. 
لقد استطاع المغرب في كل مرة بفضل حكمة ملكه ويقظة ديبلوماسيته وعقلانيتها وحضورها القوي، أن يجتاز كل الأزمات المفتعلة التي تستهدف النيل من وحدته الترابية بنجاح، ولم يقع في الفخ الذي وضعه من يساند هذه المرتزقة جهارا، ويخدم أجندة المستعمر لتفتيت المنطقة والإجهاز على مقدرات الشعوب المغاربية وعرقلة نهوضها.
وكان الحدث الاخير بمعبر الكركرات، والرد المغربي الصارم والحازم بمثابة رسالة قوية وتحذيرية للنظام الجزائري وعصابة البوليساريو؛ بأن الصحراء كانت ولا زالت وستظل مغربية، وأن لا سيادة بالمنطقة على أرض الواقع إلا سيادة المملكة المغربية، كما أبانت القوات المسلحة الملكية المغربية عن احترافيتها وجاهزيتها الدائمة لكل الاحتمالات.
وبعد النجاحات المتتالية التي حققها المغرب، توالت بعد ذلك تهديدات جبهة البوليساريو بدق طبول الحرب الكاذبة، وتوالت استعراضاتها البهلوانية للاستهلاك الداخلي، تزج بالمحتجزين في معاركها الدنكيشوتية وتدفعهم إلى الواجهة كدروع بشرية، وتختبئ وراءهم كلما ضاق الخناق عليها لتمرير خياراتها أمام المنتظم الدولي.
وقد عبرت قيادة البوليساريو في نوفمبر 2021، عن نيتها بتنفيذ عمليات انتحارية إرهابية، جاء ذلك على لسان محمد والي أكيك في تصريح لصحيفة "الإيكونوميست" البريطانية الذي هدد باستهداف المدن المغربية. وهذا ليس غريبا على جبهة البوليساريو التي لديها ماض في الإرهاب الدولي، نذكر على سبيل المثال عندما اغتالت 200 صياد إسباني قبالة سواحل الصحراء المغربية. وكبير الانفصاليين إبراهيم غالي، الذي تمت مقاضاته منذ نوفمبر 2016 من قبل المحاكم الإسبانية، متهم بجرائم الإبادة الجماعية والتعذيب والإرهاب، بالإضافة إلى عدد من قادة ميليشيا البوليساريو المتورطين في قضايا تتعلق بالإرهاب.
وقد سبق أن حذرت أجهزة الأمن المغربية منذ سنوات عديدة من علاقة البوليساريو بالمنظمات الإرهابية الناشطة في الصحراء ومنطقة الساحل. وكان الزعيم السابق لداعش في الصحراء الكبرى، الذي تم تصفيته في غشت2021 من قبل القوات الفرنسية في مالي، ينتمي إلى الميليشيات التي يقودها محمد والي أكيك.
و في وقت تتزايد فيه أنشطة الجماعات المسلحة و المرتزقة في منطقة الساحل و الصحراء، و ما ينتج عنه من تحديات و مخاطر أمنية، لا زالت البوليساريو تغذي فكرة اللجوء إلى الإرهاب ضد المغرب. 
و بعد كل مرة تبوء فيها خطط مرتزقة البوليساريو بالفشل، تعود لتنتقم من المحتجزين المقهورين داخل مخيمات تندوف، و تمارس انتهاكاتها عليهم و المزيد من الضغط و التشديد على حرية التنقل داخل المخيمات. 
واليوم أكثر من أي وقت مضى، أمام التأييد والدعم الدولي الواسع لمقترح الحكم الذاتي، وعدم اعتراف 84 في المائة من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بالكيان الوهمي، وتخلي المنتظم الدولي وعدم مبالاته بهذه العصابة التي وقعت في شر أعمالها، ينكشف بأن هذه الجبهة المزعومة أصبحت عبئا ثقيلاُ على من صنعوها ورعوها ومولوها.

وأكبر مأزق هو في التخلص من هذا الكيان الوهمي الذي أثقل كاهل ميزانية الجزائر. حيث فشل في تحقيق الأهداف التي خلق من أجلها وفشل في أن يصبح حجر عثرة للمغرب، وبالتالي فقد انقلب السحر على الساحر.
و هكذا ابتدأ ينكشف أمام أتباع البوليساريو و سكان المخيمات بأنهم انساقوا وراء أوهام و سراب يحسبه الظمآن ماء و أصبحت هذه الجبهة المزعومة وبالا عليهم. ولا أشك بأن معظم المحتجزين سيرجعون إلى حضن وطنهم الأم إن أعطيت لهم الفرصة والحق في التنقل. كما سبق أن حدث ولا زال يحدث خصوصا مع مجموعة من مؤسسي البوليساريو الذين انشقوا ورجعوا إلى أرض الوطن ملبين نداء الملك الراحل الحسن الثاني ان الوطن غفور رحيم ، أما الذين تبقوا في مخيمات تندوف، هم مجرد تجار مآسي يعتبرون الصحراويين المحتجزين مجرد حطب للحرب، و بضاعة سياسية تسوقها في الأسواق الدولية، يعيشون مسلوبي الإرادة و الحرية، تحيط بهم الدبابات و يعانون من الحصار و عقود من الخطابات و الشعارات و الوعود الكاذبة تمنعهم من التنقل و لا يتحركون إلا بترخيص ايا كانت الوجهة. بينما قيادة البوليساريو غنية وتستمتع بالأموال والمناصب وتستفيد من عائدات المساعدات الدولية التي ترسل للمخيمات وتباع في الاسواق الإفريقية، فضلا عن تورطها في السنوات الأخيرة مع لوبيات دولية لبيع السلاح في المنطقة، كما اعتادت الحصول على أرباح من تجارة المخدرات.
ناهيك عن التجنيد العسكري للأطفال الذين يعبؤون عبر مقررات دراسية تشجع على العنف والحروب و الكراهية، علاوة على ذلك الممارسات غير الإنسانية و الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف و تعنيف النشطاء و الشباب و الشيوخ و النساء الصحراويات اللواتي يتمردن ضد الفساد و العنصرية و القمع، ما يدفع العديد من الشباب الصحراوي المجند قسرا إلى الانسحاب من صفوف المليشيات.
لقد عجزت البوليساريو عن عرقلة التنمية الشاملة التي تشهدها مدن الأقاليم الصحراوية المغربية و التي تسير في خط تصاعدي و بوثيرة سريعة، حيث يمكن المقارنة بين ما تحقق منذ انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة على يد الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، وصولا إلى عهد الملك محمد السادس نصره الله، من مظاهر العيش الكريم و التطور و الإزدهار، و مشاريع البنيات التحية و العمران و الأوراش التنموية، التي غيرت ملامح الأقاليم الجنوبية لتصبح قطبا استثماريا عالمي،  بينما تعيش مخيمات تندوف على وقع التخلف و الفوضى و التهميش، و يعيش المحتجزين داخلها التنكيل و الضياع و خيبة الأمل، ما يعني فشل أطروحة الإنفصال و تبخر حلم النظام العسكري الجزائرية في إقامة دويلة قزمية في الصحراء المغربية. لذلك فإن البوليساريو أصبحت متجاوزة ولم يعد لها أي دور على خريطة السياسة الدولية، فماذا ينتظر العالم ليعلن مرتزقة البوليساريو تنظيما إرهابيا؟

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا