القرار الإسباني حول الصحراء المغربية يعمق ازمة النظام الجزائري ويكرس عزلته

أكد أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا، إن رسالة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الملك محمد السادس، والتي تعتبر "مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف"، إعلان غير مسبوق ويؤسس لمرحلة جديدة، في أفق الاعتراف المطلق لإسبانيا بسيادة المغرب على كامل أراضيه.
وأوضح نور الدين، في تصريح صحفي، أن هذا الموقف الإسباني الذي يأتي تماهيا مع دعوات ج الملك خلال خطابات سابقة إلى تدشين مرحلة جديدة مع دول العالم تنبني على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، سيزيد من تأزيم النظام الجزائري الذي سيجد نفسه أكثر عزلة.
ويرى الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا أن من شأن هذا القرار أن يزيد من إضعاف النظام الجزائري الذي يفقد شيئا فشيئا وزنه في الميزان الاستراتيجي، إثر اختياره انتهاج سياسة العرقلة في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مما جعله ضد قرارات وإرادة المجتمع الدولي.
وتابع المتحدث ذاته أن عزلة النظام الجزائري تتكرس، يوما بعد يوم، في ظل تزايد الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على كامل أراضيه من طنجة إلى الكويرة، وهذا ما جسّده الموقف الأمريكي، والموقف الألماني، ناهيك عن الموقف العربي الواضح والصريح، إضافة إلى باقي دول العالم، وهذا ما يزكيه اختيار العديد من الدول إحداث لتمثيليات لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
ويرى نور الدين أن هذا الموقف الإسباني بمثابة إنذار للنظام الجزائري لمراجعة مواقفه العدائية، عبر تحسين علاقاته مع المملكة المغربية، لكي لا يجد نفسه في معزل عن العالم.
هذا، واعتبرت إسبانيا مبادرة المغرب للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية. وهو الموقف الذي سيؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين سيزيد من عزلة النظام الجزائري المتورط في إطالة أمد هذا النزاع المفتعل.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس