بوجدور مدينة التحدي التي أرادوها هامشًا فأصبحت نموذجًا

بوجدور مدينة التحدي التي أرادوها هامشًا فأصبحت نموذجًا
عبد الله رابح 22 أغسطس 2025

منذ أن تحوّلت مدينة بوجدور إلى جماعة حضرية في مطلع تسعينيات القرن الماضي، انطلقت فيها دينامية جديدة، جعلتها تتحول من مجرد نقطة منسية على الخريطة إلى نموذج تنموي بارز في الأقاليم الجنوبية للمملكة. ورغم هذا التحول الإيجابي، يلاحظ المتتبع اليوم تكاثر بعض الأصوات المأجورة، التي تحاول تشويه الصورة أو التشكيك في واقع المدينة، دون دراية بتفاصيلها أو احترام لتاريخها وتضحيات أهلها.
قبل هذا التحول، لم يكن لبوجدور حضور في النقاشات الوطنية، ولا كانت محط اهتمام من يسارعون اليوم إلى إصدار الأحكام. أما اليوم، فقد أصبحت رمزاً للتنمية والوفاء، وباتت فجأة "محور اهتمام" بعض الأقلام التي تتعامل معها من خلف الشاشات، دون أن تطأ أقدامهم ترابها أو يتفاعلون مع أهلها.
إن بوجدور ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي حكاية كفاح وصمود، قصة مدينة قاومت التهميش واستطاعت، بفضل جهود أبنائها المخلصين وسياسات التنمية المندمجة، أن تفرض مكانتها في خريطة المغرب الحديث. وفوق كل ذلك، هي مدينة متشبثة بثوابت الوطن، وفيّة للعرش العلوي المجيد، متجذّرة في روح الانتماء والولاء.
وإذا كان البعض يجد في الانتقاد الممنهج وسيلة للظهور أو لتصفية الحسابات، فإن أبناء بوجدور يعوّلون على العمل الميداني والصبر في البناء، لا على الضجيج الإعلامي. فالتنمية لا تصنعها الشعارات، بل يصنعها الإيمان بالمكان والالتزام تجاه الإنسان.
لذلك، ستظل بوجدور شامخة بأهلها، قوية بتاريخها، ماضية بثقة نحو المستقبل، غير آبهة بمن لا يرون فيها إلا ما يريدون تصديقه
خلاصة القول، ان بوجدور التي أضحت حاضرة تساير ركب التنمية وفق البرنامج التنموي المبرمج للأقاليم الجنوبية، ربحت الرهان واستحقت بالفعل والقول الصفة التي أطلقها عليها الملك الراحل الحسن الثاني "اقليم التحدي".



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا