إذا أردت أن تعرف السبب الحقيقي وراء فشل منظومة التربية والتكوين ببلادنا على مر العصور فما عليك سوى زيارة افتحاص للمديرية الإقليمية بالحي الحسني.
 هذه المديرية التي نخرها الفساد حتى بات الباطل فيها حقا، وأصبحت العشوائية والسيبة فيها تشريعا، كثيرة هي ملفات الفساد بهذه المديرية، وإن كان المقام لا يتسع للإحاطة بها جميعها، فإن الضمير الحي وحب هذا الوطن يقتضي الكشف عنها بإفراد كل حلقة لملف من الملفات، والملف الذي آثرنا الكشف عنه في هذه الحلقة، ذاك المتعلق بمسألة التكليفات المشبوهة والتي تتم خارج التشريعات والقوانين ، والمثال لا الحصر، تكليف أساتذة التعليم الابتدائي بمهام تسيير المصالح المادية والمالية بالثانويات ومنهم من تم عرضه على المجلس التأديبي ومعاقبته ليصبح بقدرة قادر مسيرا للمصالح المالية والمادية دون سابق إنذار أو إشعار كما هو الحال بالنسبة لثانوية أبي ذر الغفاري الإعدادية وكذلك ثانوية محمد عابد الجابري الإعدادية مما يطرح معه التساؤلات الآتية: من يقف وراء هذه التكليفات؟ وكيف تتم؟ وما هو نوع الاستفادة التي يجنيها من يمنح هذه التكليفات من طرف المكلفين؟