النقابة الوطنية للصحافة المغربية تدين الممارسات اللاأخلاقية للمهنة وتعبر عن اعتزازها بالتضامن الدولي الواسع مع المغرب في محنته

اعلنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية انها تتابع بقلق كبير تنامي مجموعة من الممارسات غير المهنية واللأخلاقية التي تستغل الحادث المأساوي لزلزال الحوز لتمرير مغالطات ومحاولات تسييس لحظة حزن يعيشها الشعب المغربي، وإحداثها للجنة من أجل رصد هذه الانتهاكات والممارسات اللاأخلاقية للمهنة
واوضح بلاغ للهيئة النقابية الأكثر تمثيلية للجسم الصحفي بالمغرب، أصدرته اثر الزلزال الذي ضرب عددا من مناطق المملكة وخلف قرابة ثلاثة آلاف ضحية وعددا مماثلا من الجرحى، توصل موقع سكوبريس الإلكتروني بنسخة منه، أنها تتابع بقلق كبير استغلال التغطية المباشرة لقنوات فضائية عربية و فرنسية لترويج الأكاذيب وتهويل كثير من الأخبار غير الصحيحة، مما ينتج عنه بث أجواء الرعب في المناطق المعنية بهذه التصريحات غير المسؤولة، مضيفا، ان النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، تحيي التغطية المهنية لكثير من وسائل الإعلام العربية و الأجنبية التي الزمت المهنية و الأخلاق في أدائها ، معلنا استهجان النقابة لبعض الممارسات التي ، إما أنها تنم عن جهل في المهنية ، أو أنها تتعمد ذلك لتحقيق أهداف مجهولة، إذ ليس من المهنية في شيء وضع الميكروفونات أمام أشخاص يطلقون العنان لتصريحات غير مسؤولة، أو إنها ناتجة عن لحظة صدمة قوية بسبب ما لحقهم من أضرار، و هي اللحظات التي لا يمكن أن تصلح لعكس الحقيقة .
وفي هذا السياق، يضيف البلاغ، فإن النقابة تنبه إلى خطورة هذه الممارسات التي تبث الفتنة والرعب في المجتمع، وتبخس الجهود الكبيرة المبذولة لمواجهة تداعيات الكارثة، ولذلك تلح النقابة الوطنية للصحافة المغربية على هذه القنوات، وفي مقدمتها (قناة الجزيرة مباشر)، إلى اعتماد المهنية في اختيار الضيوف والأشخاص الذين تفتح لهم المجال وتحقيق التوازن في هذا الاختيار، ونبذ كل ما من شأنه تخويف الناس وترهيبهم وإحداث الفتنة.
من جهة أخرى، يقول البلاغ، ان النقابة الوطنية للصحافة المغربية تندد بالتغطية غير المهنية لعدد من وسائل الإعلام الفرنسية التي هاجمت المغرب بحجة عدم قبوله للمساعدات التي يعرضها بلدهم، وتعمدت تسييس القضية وتجييش للرأي العام الفرنسي ضد المغرب. وعلى الرغم من أن الحكومة المغربية أصدرت بلاغا توضيحيا في هذا الصدد كشفت من خلاله عن المنهجية التي يعتمدها المغرب في هذا الصدد، وأعلنت ترحيبها بكل مساعدات الدول الصديقة والشقيقة، فقد واصل جزء من الإعلام الفرنسي حملته بنشر عددا من الأخبار والرسوم الكاريكاتورية التي تحاول تصوير الدولة المغربية بطريقة توحي بالعجز والتواطؤ في منع وصول المساعدات.
وعليه، فان الأخبار الكاذبة والإشاعات في مثل هذا الظرف العصيب، يؤكد بلاغ الهيئة النقابية المذكورة، لا تنتهك حق المواطنين في المعلومة الصحيحة فقط، بل تؤدي كذلك إلى إحداث الذعر والترويع، مما قد يؤدي إلى أشكال من الانفلاتات غير المرغوب فيها، كما قد تؤثر أحيانا سلبيا على عمليات الإنقاذ وإيصال المساعدات للمحتاجين.
هذا، وعبرت اعتزازها بالتضامن الدولي الواسع وافتخارها بتحمل وسائل الإعلام الوطنية والدولية عناء نقل الأخبار وتغطية الحدث، وتحيي عاليا كل صيغ التضامن ، التي من بينها الاهتمام المعبر عنه في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بما يقع في المناطق المنكوبة عبر نشر نداءات الاستغاثة أو نشر أرقام مؤسسات رسمية ومدنية عاملة في الميدان وغيره، فإنها تنبه إلى تفادي انزلاقات استغلال الحدث ، إما بنشر أكاذيب، أو محاولة تسييس المحنة، وتحذر في الآن نفسه من بث أخبار غير متحقق منها، أو نشر نداءات مضللة أو كاذبة، أو تقاسم تصريحات غير صحيحة.
وخلص البلاغ، الى إحداث الإطار النقابي الممثل لفئة عريضة من الجسم الصحفي بالمغرب للجنة من أجل رصد هذه الانتهاكات والممارسات اللاأخلاقية للمهنة، وحتى تلك التي يقوم بها البعض على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية، وستعمل على فضح هذه الأخبار الكاذبة وتصحيح المعطيات الواردة فيها.
هذا، وقررت النقابة الوطنية للصحافة المغربية خلال اجتماع مكتبها التنفيذي، المنعقد، يوم أمس الاثنين 11 شتنبر الجاري، بمقرها المركزي بالرباط، المساهمة في حساب "الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية" بمبلغ 200 ألف درهم، مهيبة بالصحافيات والصحافيين وعموم العاملات والعاملين بمختلف المؤسسات الاعلامية إلى التبرع بأجرة يوم عمل بتنسيق مع إدارات المؤسسات.
الى ذلك، دعت النقابة الصحافيات والصحافيين إلى الانخراط في عمل اللجنة المكلفة برصد الانتهاكات والممارسات المخلة بأخلاقيات المهنة، وذلك لمواجهة كل أشكال التضليل باعتباره سلاحا فتاكا ينسف كل الجهود الخيرة لمواجهة آثار الكارثة ومواساة الضحايا.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس