وأنا لا زلت شابا يافعا في مقتبل العمر شأني كشأن كل شباب حي عين الشق كان إسم كاليفورنيا كحي جديد في الهوامش الجنوبية الشرقية لمدينة الدار البيضاء يستأثر باهتمامي فتزدحم في خواطري عدة أسئلة مشروعة عن سر تلك التسمية التي أخذت لها مكانا وموقعا جغرافيا في أحواز منطقة أولاد حدو إلى حدود ضريح سيدي مسعود وما علاقتها بمدينة الدار البيضاء. 
فمعلوم أن اسم كاليفورنيا هو اسم لولاية أمريكية في الولايات المتحدة الأمريكية اشتهرت بكونها منطقة استقرار للكثير من الطبقات الميسورة والغنية في نسيج هذا المجتمع المزدهر والراقي لذلك لا غرابة في أنها كانت مشتلا لأفخم البيوت الأمريكية من فيلات ورانشات الشيء الذي جعل منها عنصر تباهي بين الأمريكيين أنفسهم. وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على منطقة حي كاليفورنيا بأولاد حدو التابعة إداريا لجماعة عين الشق، فهي الأخرى شكلت أرض استقرار لنسيج أسر بورجوازية مغربية وأجنبية فضلت السكن في أطراف المدينة بعيدا عن صخب وضوضاء وتلوث مركز مدينة الدار البيضاء الذي أصبح مع توالي الأيام جحيما لا يطاق وكذلك هروبا من حدة الرطوبة بمركز عين الدياب وبحثا عن الطبيعة والهواء النقي المنعش الذي وفرته هذه البنية التضاريسية المرتفعة عن مستوى البحر والمطلة على كل أرجاء حاضرة الدار البيضاء.
إلى حد هذا المستوى من الإدراك والتحليل وصلت قناعتي المتواضعة وانتهت، لكن مع مزيد من البحث والتنقيب توصلت إلى حقيقة تاريخية مهمة زادت من يقيني بأن علاقة إسم كاليفورنيا كولاية أمريكية واسم حي كاليفورنيا بأولاد حدو إنما هو نتيجة لتوافد الجيش الأمريكي على ميناء الدار البيضاء سنة 1942 وهو في طريقه إلى أروبا لشن الهجوم على النظام النازي بقيادة هتلر وإقامته لمعسكر لجنوده بمنطقة أولاد حدو ليتبين لهم أن مناخ المنطقة يشبه كثيرا مناخ كاليفورنيا الأمريكية ومن تم اتخذت لها هذا الإسم بصفة مؤقتة حتى حدود نهاية التسعينات لما أصبحت  كما هي عليه الآن بعد التحاق أغلب أثرياء المغرب بالمدينة وإقامتهم بها ليتم تزكية الإسم بصفة رسمية والحفاظ عليه.
وقد لا أخفيكم حقيقة أخرى موازية، ذلك أنه لا غرابة في وجود دار أمريكا بمنطقة كاليفورنيا حيث يتابع أبناء الجاليات الأجنبية بالدار البيضاء دراستهم وفق النظام الدراسي الأمريكي وهو أمر يؤكد طرحنا ويزكيه فقد اقتنعوا بمميزات خلق هذه النواة المدرسية بمنطقة إستقرار جنودهم لما كانوا متعسكرين بمعسكر كاليفورنيا سنة 1942 حيث الجو الهادئ المساعد على العلم والتحصيل ليس كمركز المدينة حيث الاختناق المروري وزحمة المواصلات وكثرة أشكال التلوث السمعي/ البصري/ الهوائي. 
منطقة أولاد حدو الضاربة في التاريخ والمنتمية تاريخيا لقبائل مديونة؛ هاهي الآن على حافة الإفلاس من حيث البنية العقارية فجل الأراضي تم بيعها من قبل الورثة لملاك جدد استثمروها في خلق دينامية عمرانية مسعورة أتت على الأخضر واليابس ولم تدَرْ أي شيء إلا وأحاطته بمشاريع عقارية تخاطب الأثرياء والنخبة لتتشكل تبعا لذلك مجمعات سكنية لعلية القوم وأسيادهم أما بالنسبة للعنصر المحلي فقد أقصي وهمش ورمت به الأقدار في مجمعات سكنية عشوائية تسود أطراف سيدي مسعود وضواحيه وهي ثنائية متناقضة ومعادلة صعبة الفهم و التجري  في مدينة عملاقة كمدينة الدار البيضاء.