مدينة أبي جعد (فاس الصغيرة)

مدينة أبي جعد الروحية الصوفية ،الضاربة في القدم يعود فضل تأسيسها لسيدي بوعبيد الشرقي الذي حولها إلى مركز ديني روحي يزوره كل من ينزع إلى البحث عن التعليم الديني الأصيل. وهكذا وبفضل الزاوية الشرقاوية سارت القرية الصغيرة التي لقبت تاريخيا بفاس الصغيرة نظرا للحضوة الدينية التي سكنتها ومسحت أجواءها ،تكبر وتنمو بحيث صارت تحتضن واحدا من أكبر المواسم الدينية مرة واحدة في السنة يحج إليه الحجاج من جميع أرجاء المغرب بشكل جماعي. مما يحول المدينة إلى قبلة لمهرجان ديني روحي يلقى إقبال الزوار المغاربة.
ولعل كل زائر منا للمدينة، وبمجرد أن تطأ أقدامه عتبات المدينة إلا وسيشعر بهبه روحية تكتنفه تعكسها كثرة الأقواس التي تحف جنبات الباب الرئيسي للولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي وما سيصادفه من أضرحة أولياء آخرين، كل واحد منهم اتخذ له مكانا داخل أزقة المدينة العتيقة. هالة روحية إذن هي نسمات جو المدينة، كل شيء فيها يمتح من عطر بركات الولي التي تعكسها ألوان خضراء للأبواب وجير ناصع أبيض يصفي القلوب وتستسلم له القلوب الزائرة الحاجة.
الصلاة في مساجد المدينة العتيقة لها طابع روحي خالص تعكسه عظمة البناء المعماري الذي يحملك إلى قرون ماضية وكأنك تسافر عبر الزمان لتخلص نفسك من كل الماديات وتنزع إلى مؤانسة الروح، وتنقي شوائبها من كل ماهو ضار.
كلما وجدت نفسي في رحلة إلى مدينة الفقيه بن صالح إلا وهزتني أهوائي إلى مدينتي الروحية، مدينة الشرفاء أزور المقام وأرتوي من حوض ماء المزار وأشنف سمعي بتلاوة المحاضريا في الضريح وأشتم رائحة التربة الزكية المعطاء.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس