المقبرة البونية بمدينة طنجة

مباشرة من ساحة مرشان، وعبر بوابة زقاق ضيق رصت على جوانبه عدة أعمدة تاريخية. تنفتح أمامك ساحة واسعة اكتساها عشب أخضر وأضفى عليها طابعا جماليا ساحرا، زاد من سحره إمتزاجه مع فضاء السماء ورؤية البحر من علو شاهق. صورة بانورامية آسرة ترتسم أمامك وتنقلك إلى عالم عجيب أمره.
خطوات قليلة بعيدا عن كساء العشب الأخضر تقودك تلقائيا إلى طبيعة منحدر صخري خطير يشرف مباشرة على بحر يمتد أفقه إلى البر الأروبي. كما أنه من الجانب الأيمن يجاور سلسلة مباني شعبية تعددت أدوارها بعلو الجرف وحافة المنحدرة. كلها اكتست وشاحا أبيضا من الجير والصباغات الزرقاء.
وبقليل من التأمل في ارضية الغطاء الصخري ستلحظ بدون شك وجود بعض الحفر التي نقشت وامتد غرقها ليحوي بين طياته رفاة الموتى كما قرر له ذلك في سابق تاريخ طنجة القديم.
إنها المقبرة البونية الرومانية التي يعود تاريخها للقرن الأول الميلادي وتشتهر عند ساكنة طنجة المحليين بصخرة غنام أو الحافة، تستأثر بتقاطر مجموعات فئات سياحية محلية وأجنبية. تأتي لزيارتها وإمتاع أبصارها بالمناظر الخلابة الطبيعية التي يوفر هذا الموقع الجميل للزوار. وحسب الكتابات التاريخية الأوروبية، يرجع تاريخ الإستعمال النهائي لهذه القبور إلى فترة الإمبراطورية السفلى عند نهاية القرن الرابع الميلادي.
أهمية الموقع وسحر مناظره وتاريخ إرثه الحضاري يشفع له بأن يكون بوابة المغرب السياحية بشرط أن يعهد بهذا الموقع إلى مؤسسة خاصة تهتم به وتحيطه بالعناية اللازمة وتملأ محيطه بمرافق مصاحبة كمتحف خاص بلقى وآثار هذه المقابر الرومانية، تكون أقرب من الموقع عوض ماهي بعيدة عنه في جزء آخر من المدينة(متحف طنجة) كما يجب تحويط الموقع الحافة بسياج حديدي وخصوصا على الجانب الأيمن من الحجرة لضمان سلامة مرتادي الموقع وتجنبا للوقوع في ما يمكنه أن يهدد أمن الزيارات المتوافدة على هذا المتحف الطبيعي المفتوح للعموم.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس