مصطفى العمري أستاذ مادة الفلسفة 

مصطفى العمري أستاذ مادة الفلسفة 
ثريا جابري 25 سبتمبر 2022

هو ثالث الثلاثة إلى جانب محمد عابد الجابري وأحمد السطاتي ، الذين ألفوا بشكل مشترك كتاب "دروس في الفلسفة " سنة 1966.
مصطفى العمري أو مصطفى " الأزموري " كما يحب أن يطلق على نفسه ،ازداد عام 1935 ، بحي الاحباس في الدار البيضاء قبل أن تنتقل الاسرة  إلى درب السلطان 
هو ابن " خباز " كان مهتما بالتعليم ، وأسس مدرسة حرة ." بوشعيب الازموري " سنة 1946 ..وهو الذي شجع ابنه بشغف، على مواصلة تعليمه .
درس بمدرسة مولاي الحسن  كما درس بالمدرسة الحرة التي أسسها ابوه بهدف توفير فرص للتعليم آنذاك وذلك بحي درب الكبير 
انتقل إلى التعليم الاعدادي و درس مادة الجغرافيا على يد اليوسفي الذي كان   آنذاك مديرا ومدرسا في آحدى مدارس درب السلطان 
بدأ احتكاكه الاول بالفلسفة حينما ذهب الى مصر حيث درس الفلسفة بقسم الباكالوريا ؛ وهي فترة اطلاعه على المجلات الادبية والفلسفية ومن جملتها مجلة " "الكاتب المصري " التي كان يشرف عليها طه حسين 
بعدها غير الوجهة الى سوريا  بعد أن أصبحت الاجواء مكهربة بسبب العدوان الثلاثي على مصر 
بسوريا درس مع غادة السمان خلال اجتيازه سنة تسمى الثقافة العامة، تلقن فيها التاريخ والحضارة وعلم الاجتماع والجغرافيا ..
كان رفيق دربه السطاتي، يدرس الفلسفة ايضا بسوريا. 
اختار فيما بعد الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس والمنطق والميتافزيقا على يد كل من جميل صليبا وعبد الكريم اليافي وعادل عوا وغيرهم. 
بعد عودته إلى المغرب عام 1960 كانت الفلسفة حديثة العهد بجامعة محمد الخامس ومؤسسها عزيز الحبابي الذي كان أول أستاذ بها الى جانب أساتذة من سوريا ومصر .
في عام 1966 أخذ على عاتقه إلى جانب الجابري والسطاتي وضع الكتاب المدرسي الاول للفلسفة " دروس في الفلسفة " لتلاميذ الباكالوريا وكان يدعو دائما الى أن قراءة الفلسفة تبدأ بتاريخها، آذ لايمكن تدريس الفلسفة الا بتاريخها
فيما بعد ظهر فراغ مهول في تدريس المادة حيث خرج مجموعة من الاساتذة المصريين من المغرب الذين يدرسون الفلسفة في بعض الثانويات سنة 1963 و1964 بعد وقوع احتكاك بين المغرب ومصر بسبب حرب الرمال التي ساندت فيها مصر الجزائر ، فصار يدرسها بلا كتاب بل بالاشتغال بالعناوين فقط ، فبدأت جتماعات بين العمري والجابري والسطاتي من أجل إخراج كتاب مدرسي  إلى الوجود. واستفادت المجموعة من دعم ومساعدة عبد الرحيم  بوعبيد وابن جلون بحكم ميولات  الجابري الاتحادية لدرجة أن المقرر طبعته دار النشر المغربية التابعة للحزب 
اشتغل الاستاذ مصطفى العمري على الشق الخاص بعلم النفس والاخلاق، والجابري اشتغل على الميتافزيقا والمنهج الرياضي والسطاتي على المنهج التجريبي. 
أثرت الفلسفة في موجة اليسار بسبعينات القرن العشرين، فشعرت الوزارة أن الكتاب فيه رائحة الايديولوجيا وتعرضت المجموعة للوم على اعتبار أن الكتاب يخدم أغراضا ايديولوجية واتهموا بنشر الافكار اليسارية ولو أن الغرض من الكتاب كان تعليمي محض ، ولكن بطريقة غير مباشرة ، حينما يدرس الانسان الفلسفة، يتطرق للماركسية ولا يمكن تجاهلها 
وحينما بدأت الدولة تستشعر الخطر، ضيقت الخناق، ظلت الفلسفة تدرس في التعليم الثانوي لكن كان هناك تضييق عليها في الجامعات ، والفلسفة مهما تجردت، فإنها تحتوي في باطنها على مفاهيم أزعجت وتزعج المسؤولين؛ مثل مفهوم الحرية ، و التعبير عن الرأي ...
تتلمذ على يد مصطفى العمري أيقونات فلسفية مثل سالم يفوت ومحمد سبيلا. 
أما بخصوص موقف العمري من واقع الفلسفة اليوم، فيرى أن الكتاب الفلسفي اليوم عبارة عن "كليشيهات " واجترار لموضوعات فارغة لاننا  أصبحنا اليوم في ثقافة " الساندويش " كما أن الشباب اليوم لم يعد يقرأ عكس الاجيال الماضية وهذا مشكل في حد ذاته .

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا