ملعب مرشان التاريخي في طنجة

لتاريخ الإنسانية على وجه البسيطة سجل عظيم حافل بالمعالم والآثار التي أخذت لها نصيبا في كل مدن العالم وحولتها إلى قبلات ووجهات سياحية مميزة.
وطنجة مدينة مغربية لا تخرج عن هذا الإطار وخصوصا في حقبتها الدولية الممتدة من سنة 1956/1923. ولعل أهم المعالم البارزة لهذه المرحلة،الملعب البلدي الذي حمل إسم مرشان نظرا لتواجده في أرقى أحياء مدينة طنجة الدولية، وهي منطقة هضبية مرتفعة تعلو طنجة، تطل مباشرة على البحر الأبيض المتوسط في شكل منظر بانورامي متميز.
ملعب مرشان يرجع تاريخ افتتاحه ل23يونيو 1939، وهو ملعب يرجع الفضل في تصميمه للمهندس الإسباني (خوسي أتشوا بينخوميا) لتلبية حاجيات ساكنة المدينة من الجنسيات المختلفة في المجال الرياضي. وكذا استقبال أنشطة الأقليات الحنسية المتعددة. ولم تكن طاقته الإستيعابية تتعدى في بداية الأمر أكثر من2950 متفرج، ومع تزايد الإقبال عليه أصبح مفروضا توسعته والزيادة في طاقته الإستيعابية وخصوصا لما أصبح ميدان إستقبال محلي لمباريات فريق إتحاد طنجة سنة 1983لينتقل رقم إستيعابه ل20ألف متفرج.
وقد ظل ملعب مرشان يواصل رسالته الرياضية بكل أمانة ووفاء، هو يستقبل جل الأحداث الرياضية بالمنطقة إلى أن شاءت الأقدار ان يتم الإنتقال فيها للعب في المركب الرياضي الكبير لطنجة( ملعب ابن بطوطة) في أبريل 2011، ليدخل ملعب مرشان مرحلة التواري والتهميش والتدهور إلى أن قررت السلطات المعنية أمر هدمه وإزاحته من خريطة طنجة الدولية. وكأنه لم يكن من قبل، محتفظة بمعلمة صغيرة من معالم هذا الملعب التاريخي القديم؛ متمثلة في أبوابه المقوسة الأربعة الرئيسية كذكرى عن وجوده في حقبة ما من تاريخ مشرق في سجل طنجة المدينة الدولية.
معلمة تاريخية هامة لا يمكن لأحد أن يتحدث عن الرياضة في مدينة طنجة أحسن منها؛ لأنها رمز عين الذكرى وروحها شريطة أن يتم تطوير فكرة هذه الأبواب لإقامة بناية متحف مصغر للرياضة بمدينة طنجة يوثق لنشاط الرياضة بالصور والأفلام الوثائقية والأدوات الرياضية القديمة. فكرة إن تحققت ستغطي النقص الحاصل في هذا الجانب وستعكس وجه الرياضة التاريخي بالمنطقة.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس