نصابة روسية خدعت نخبا وبنوكا وعاشت حياة الترف واقامت في أفخم فنادق المغرب

تم، مؤخرا، إطلاق سراح آنا سوروكين، التي خدعت البنوك وخدعت النخبة في نيويورك بعد ان قدمت نفسها للعالم على أنها أنّا دِلفي، الوريثة الألمانية لثروة قدرها 60 مليون يورو (67 مليون دولار).
وكانت الفنانة المحتالة آنا سوروكين البالغة من العمر 31 عاما، التي تسببت مغامراتها في انتاج مسلسل نيتفلكس الناجح "انفينتنغ آنا"، قيد الاعتقال لدى إدارة الهجرة والجمارك منذ مارس 2021
وجاء احتجاز إدارة الهجرة والجمارك لها بعدما قضت أكثر من ثلاثة أعوام خلف القضبان بسبب الاحتيال على بنوك وفنادق ضمنهم فندق بمراكش، وأصدقاء للإنفاق على أسلوب حياتها المترف. وقالت سلطات الهجرة إن سوروكين قضت فترة أطول مما تسمح به تأشيرتها ويجب إعادتها إلى ألمانيا.وكان قاض بإدارة الهجرة الأمريكية قد وافق في وقت سابقر على نقلها من الاحتجاز إلى حجز منزلي بينما تحاول تجنب الترحيل.وطلب القاضي من سوروكين دفع كفالة بقيمة 10 آلاف دولار وتقديم عنوان سكني تقيم فيه أثناء نظر قضية الهجرة الخاصة بها مع الامتناع عن نشر أي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولدت آنا ديلفي في يناير 1991 في روسيا ، واسمها الحقيقي سوروكين ، وانتقلت مع والديها إلى ألمانيا خلال فترة المراهقة.
عاشت دِلفي في فنادق الخمس نجوم، وارتدت أزياء فاخرة، وارتادت حفلات باذخة، واستقلت طائرات خاصة في رحلاتها، وأعطت عمولة "بقشيش" بأكثر من 100 دولار في المرة الواحدة. وسرعان ما تبوأت بذلك منزلة بين أبناء مجتمع الطبقة الثرية في مدينة نيويورك. إلا أن دِلفي هذه لم يكن لها يوما وجود حقيقي؛ فاسمها الحقيقي هو أنّا سوروكين. فالمحتالة الروسية ذات الأصول الألمانية، ذات من العمر 28 عاما، تخضع حاليا لمحاكمة تواجه فيها تهما بالسرقة والتورط في عدد من عمليات النصب.
في عام 2013 ، بعد دراسات غير مكتملة في لندن وتدريب داخلي في مجلة “Purple” في باريس ، انتقلت إلى نيويورك. هذا هو الوقت الذي تبدأ فيه ملحمة blingbling ، عندما أخذت اسم Delvey وتتظاهر بأنها وريثة ألمانية ثرية. مسلحة بهذه الهوية المزيفة، تتسلل إلى الأمسيات الفخمة، وتمكنت من الدخول إلى أكثر الدوائر المغلقة لنخبة نيويورك وتشكيل شبكة مهمة.
ومن الملابس الفاخرة، إلى الرحلات الكثيرة عبر العالم، والفنادق والمطاعم المميّزة، آنا ديلفي لا ترفض أي شيء وتعيش حياة مترفة دون إنفاق 60 مليون دولار التي تدعي امتلاكها. بطاقة ائتمان مسروقة، وأموال محظورة في حساب، وتستمر في الكذب: كل الأعذار جيدة لطلب السلف من المعارف الأثرياء. عملية احتيال راسخة استمرت لعدة سنوات.
شرعت الشابة أيضًا في إنشاء مؤسستها الفنية الخاصة من أجل التنافس مع النوادي الخاصة الأكثر اختيارًا في نيويورك. ورغم ذلك لم تكن قادرة على الحصول على قرض مصرفي لتبدأ في جمع الأموال من أصدقائها الأثرياء وتمكنت من الحصول على تمويل من شركة خاصة. هذه التبرعات التي تصل إلى آلاف الدولارات، سمحت لها بالحفاظ على أسلوب حياتها ولو لبعض الوقت.
ولكن من خلال اللعب بالنار، والاقتراض وعدم السداد، تنتهي حياة حلم الوريثة الألمانية المزيفة، نجمة الانستغرام، بالانهيار.
في 3 أكتوبر 2017، بعد عمليات فحص سيئة والعديد من الشكاوى التي قدمتها الفنادق، ومنها فندق المأمونية بمراكش، تم القبض على آنا ديلفي في لوس أنجلوس. وفي نهاية محاكمتها، حُكم على الشابة بتهمة السرقة المشددة بالسجن أربع سنوات وغرامة قدرها 24 ألف دولار. سجنت في جزيرة ريكرز ، وقضت عامين فقط خلف القضبان.
وبسبب سلوكها الجيد، أطلق سراح آنا ديلفي في فبراير 2021 ، لكن بعد ستة أسابيع ، تم القبض عليها مرة أخرى من قبل خدمات الهجرة والجمارك بسبب انتهاء صلاحية التأشيرة، قبل ان يتم الإفراج عنها يوم الجمعة الماضي.
وكانت منصة البث الرقمي المشهورة عالميًا "نت فليكس" قد دفعت 320 ألف دولار لـ “آنا سوروكين”، مقابل تحويل قصتها إلى عمل سينمائي
يذكر أن الشابة الألمانية عاشت في المغرب، حياة من الرفاهية، إذ استأجرت رياضاً فخما في فندق المأمونية المرموق بالمدينة الحمراء، الذي تبلغ أسعاره حوالي 6000 دولار لليلة الواحدة.
وقال نائب المدعي العام: “الرياض هو واحد من أربعة مساكن خاصة داخل المجمع الفندقي”، مضيفًا أن “الرياض يتوفر على حمام سباحة خاص، وكذا خادم شخصي خاص، وجميع الأشياء الباهظة الثمن”.
وقالت المتعاونة مع مجلة Vanity Fair إنها أخذت رفقة صديقتها الألمانية، “دروسًا خاصة في التنس وتناولتا طعام الغداء بجانب المسبح”.
وأضافت في مقال خطته على المجلة: "مشينا عبر الحدائق واسترخينا في غرفة البخار، سبحنا في حمام السباحة الخاص بفيلتنا وقمنا بجولة في قبو النبيذ"، مضيفة :"لقد أكلنا على إيقاع الموسيقى المغربية قبل أن ننتهي من مساء اليوم بتناول الكوكتيلات في البار”.
في نهاية إقامتهما، كانت الفاتورة باهظة للغاية بحسب الشاهدة، مشيرة إلى أن “أنا سوروكين”، التي ادعت أنها ابنة ووريثة العائلة المالكة الألمانية ادعت بأن بطاقتها الائتمانية معطلة، مما أجبر رفيقتها المتعاونة معها، على دفع الفاتورة التي بلغت أكثر من 70 ألف دولار.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس