وفاة عالم الذرة عبد القدير خان مهندس البرنامج النووي الباكستاني

عن سن ناهز 85 عاما، توفي اليوم الاحد 10 أكتوبر، عبد القدير خان عالم الذرة، مهندس البرنامج النووي الباكستاني، الذي أمضى السنوات الأخيرة من حياته تحت حراسة مشددة، في أحد مستشفيات إسلام أباد إلى حيث نقل بعد إصابته أخيرا بكوفيد-19.
الذي اتهم بتسرب تقنيات إلى إيران وكوريا الشمالية وليبيا، كما أعلنت السلطات الأحد.
وكان خان أدخل المستشفى نفسه – في شهر غشت الماضي بعدما ثبتت إصابته بكوفيد-19، ثم أعيد إلى المنزل قبل أن تتدهور حالته صباح اليوم الأحد، وفق المحطة.
واعتبر خان بطلا قوميا في البلاد لأنه جعل من باكستان أول بلد مسلم يمتلك القنبلة النووية ما ساهم في تعزيز نفوذها في مواجهة الهند، العدوة اللدودة المسلحة نوويا، لكن الغرب اعتبره خائنا لتقاسم تكنولوجيا بشكل غير قانوني مع دول نووية مارقة، "في إشارة الى ايران"
واكتسب خان مكانته كبطل قومي في ماي 1998 عندما أصبحت جمهورية باكستان الإسلامية رسميا قوة عسكرية ذرية وذلك بفضل اختبارات أجريت بعد أيام قليلة من الاختبارات التي أجرتها الهند.
وبعد ذلك، وجد نفسه في قلب جدل واتهم بتسريب تقنيات لإيران وليبيا وكوريا الشمالية، ووضع قيد الإقامة الجبرية في إسلام أباد منذ العام 2004.
وهو أقر بذنبه في العام 2004 بعدما وضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة مراقبة تابعة للأمم المتحدة، العلماء الباكستانيين في صلب سوق سوداء ذرية.
وبعدما منحه الحاكم العسكري للأمة برويز مشرف عفوا، وضع رهن الإقامة المراقبة لمدة خمس سنوات.
وفي 2009، قضت محكمة بإنهاء وضعه رهن الإقامة المراقبة ومنحه بعض الحرية في التنقل في العاصمة لكن تحت حراسة شديدة من السلطات التي كان مجبرا على إبلاغها بكل تحركاته.
كان خان الذي ولد في الأول أبريل 1936 في مدينة بوبال الهندية، قبل 11 عاما من التقسيم الدموي للإمبراطورية البريطانية الهندية الذي أدى إلى ولادة باكستان والهند في 14 و15 غشت1947، وراء تطوير برنامج الصواريخ في البلاد.
حصل على شهادة العلوم في جامعة كراتشي عام 1960، ثم تابع دراسة الهندسة المعدنية في برلين قبل استكمال دراساته المتقدمة في هولندا وبلجيكا.
تمثلت مساهمته الحيوية في البرنامج النووي الباكستاني في شراء مخطط لأجهزة الطرد المركزي التي تحول اليورانيوم إلى وقود يستخدم في صنع الأسلحة للمواد الانشطارية النووية.
ووجهت إليه تهمة سرقتها من هولندا أثناء عمله في المجموعة الانكليزية الهولندية الالمانية للهندسة النووية "يورينكو" وإعادتها إلى باكستان عام 1976.
وبعد عودته إلى باكستان، عين رئيس الوزراء وقتها ذو الفقار علي بوتو خان مسؤولا عن مشروع الحكومة الجديد لتخصيب اليورانيوم.
وبحلول العام 1978، قام فريقه بتخصيب اليورانيوم وبحلول العام 1984 كانت البلاد قد أصبحت لديها القدرة على تفجير قنبلة نووية، كما قال خان لاحقا في مقابلة صحافية. وأكّد خان أن الدفاع النووي هو أفضل قوة ردع.
وبعد إجراء إسلام أباد تجارب ذرية في العام 1998 ردا على تجارب قامت بها الهند، أصر خان على أن باكستان "لم ترغب مطلقا في صنع أسلحة نووية. اضطرت للقيام بذلك".
لكن الجدل الذي طال الحياة المهنية لخان لم يؤثر في شعبيته داخليا حيث سميت العديد من المدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات الخيرية في كل أنحاء باكستان تيمنا باسمه، كما تزين صورته لافتاتها وأدواتها المكتبية ومواقعها الإلكترونية.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس