بشكل مكثف وسريع، تبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين لوائح تسربت للعموم جراء اختراق سبيراني خطير، وتخص بيانات من الموقع الإلكتروني لوزارة التشغيل والصندوق الوطني للضمان الاجتماعية لشخصيات نافذة في المملكة.
 وكشفت البيانات المسربة حجم الأجور المصرح بها للصندوق والتي تحمل أسماء وازنة، مما اثار موجة من الاستهجان والغضب بين المواطنين الذين يمثلون الطبقة الدنيا من المجتمع والمعانون من شظف العيش، ومن الذين لا تزيد رواتبهم في أحسن الاحوال عن الحد الأدنى للأجور الذي لا يساير التكلفة المعيشية بعد الارتفاع الصاروخي للأسعار منذ تولي الحكومة الحالية تدبير الشأن العام في المملكة قبل أكثر من ربع سنوات.
وأعلنت مجموعة قرصنة جزائرية تحمل اسم "جبروت" عن نجاحها في اختراق قاعدة بيانات الموقع الإلكتروني لوزارة التشغيل والصندوق الوطني للضمان الاجتماعية بشكل غير مسبوق مما أدى إلى تسريب بيانات حساسة تخص حوالي 500 ألف شركة مغربية وأكثر من 1.9 مليون موظف مسجل في النظام.
وبحسب المعلومات المتداولة، تضمنت البيانات المسربة أكثر من 53 ألف ملف " PDF" يحتوي على لوائح الموظفين وأجورهم، بالإضافة إلى ملفات بيانية (CSV) تتضمن معلومات تفصيلية عن الشركات المنخرطة وبيانات مديريها ومعلومات بنكية دقيقة.  مما يجعل من هذا الاختراق أحد أكبر الهجمات الإلكترونية التي تستهدف مؤسسات حيوية في المغرب.
هذا، ونفت وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات المغربية تعرض أي قاعدة بيانات حساسة للاختراق، مشيرة إلى أن الهجوم الإلكتروني اقتصر على الموقع المؤسساتي" MIEPEEC " ذي الطابع الإخباري، مؤكدة أن جميع المعلومات المنشورة في الموقع هي معلومات عمومية متاحة للجمهور، وأنه لا توجد أي قواعد بيانات مهنية أو شخصية مخترقة، معتبرة أن الوثائق المتداولة حالياً لا تدخل ضمن اختصاصاتها.
الى ذلك، يأتي هذا الاختراق في سياق اتهامات متبادلة بين الجانبين المغربي والجزائري في المجال السيبراني، حيث ادعت مجموعة "جبروت " أن هجومها جاء ردًا على ما وصفته بمحاولات مغربية لاختراق مواقع إلكترونية وصفحات رسمية جزائرية، من بينها صفحة وكالة الأنباء الجزائرية.