هل بالغ المغرب في قراره بخصوص السياح القادمين من الصين؟

هل بالغ المغرب في قراره بخصوص السياح القادمين من الصين؟
الزوبير بوحوت 04 يناير 2023

بعد أن قررت الصين السماح لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة عموماً بالتحرك بلا قيود تقريباً، بدأت دولاً عديدة تشدد إجراءات السفر أمام الوافدين من ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ولعل أقسى إجراء هو الذي اتخذه المغرب إلى حدود الآن، حيت قرر إيقاف دخول جميع المسافرين القادمين من الصين، بغض النظر عن جنسيتهم، لتجنب تفشي "موجة جديدة من الوباء" في البلاد، وفقاً لبيان حكومي، وسيكون لهذا القرار تأويلات وتبعات غير إيجابية على القطاع السياحي بالمغرب.
فالرسالة السلبية الأولى التي يمكن التقاطها هو اننا غير قادرين للتعامل مع هذا الوباء وهذا يتناقض مع كل المجهودات التي اتخذتها الدولة والمهنيين الذين أعدوا بروتوكولا صحيا مكن من السيطرة على الوباء، فضلا عن المجهود الاستثنائي الذي بدله المغرب من أجل توفير لقاحات للمواطنين
اما التبعات السلبية على القطاع هو ان هذا الإجراء نتخذه مع بلد يعرف تطورا كبيرا في حجم السياح الدين يسافرون إلى كل دول المعمور، فمقابل نسبة نمو سنوية بحوالي +4 بالمائة بخصوص حجم  السياحة المصدرة في العالم بين سنة 2000 و 2019، كانت نسبة السياح الصينيين تتزايد بمعدل حوالي 16 بالمائة سنويا في نفس الفترة،  وهو ما يمثل ضعف اربع مرات نسبة النمو العالمي، كما أن عدد السياح الصينين سيقارب 251 مليون سائح سنة 2030 ( 19 بالمائة من حجم السياحة الدولية ) ، وستكون متبوعة بالسياح الالمانيين بما يقارب 151 مليون سائح سنة 2030 ( أكثر من 11 بالمائة من مجموع السياح في العالم الذي من المتوقع أن يصل إلى حوالي 1 مليار و 328 مليون سائح سنة 2030.
وبهذا سنكون ربما في موقع ضعف للتفاوض مع بلدين سيمثلان لوحدها حجم إجمالي يتجاوز 400 مليون سائح ( أكثر من 30 بالمائة من الحجم الاجمالي)، علما ان قرارا سابقا اتخذ في اتجاه ألمانيا جعلها تبحث عن وجهات أخرى وهو ما أدى إلى ضعف كبير في نسبة استرجاع ليالي مبيت السوق الألمانية( حوالي 23 بالمائة فقط إلى نهاية 2022.
وبالمقابل لم تكن الدول الأخرى أكثر قساوة من المغرب حيت فرضت قيود سفر جديدة على الوافدين من الصين إذ تشترط معظم هذه الدول إجراء اختبار كورونا.
وبهذا،  فإلى حدود الان بالإضافة إلى المغرب ، هناك  12 دولة أخرى فرضت إجراءات احترازية لاستقبال السياح القادمين من الصين وعلى رأسها 3 دول من الاتحاد الأوروبي( ايطاليا، أسبانيا وفرنسا ) في انتظار اتخاد موقف موحد لدول الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يرى  مسؤولي الصحة الأوروبيين أن  الفحوصات الإضافية والقيود المفروضة على المسافرين من الصين  "غير مبررة" ، وأشاروا إلى أن الأوروبيين يتمتعون حالياً بمستويات عالية من الحماية ضد كوفيد وأن الأنظمة الصحية في القارة مجهزة للتعامل مع العدوى، كما تضم اللائحة كذلك المملكة المتحدة و أستراليا و كندا والولايات المتحدة الأمريكية و تايوان و اليابان و كوريا الجنوبية ماليزيا و الهند.

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا